فى الذكرى 48 لحرب أكتوبر يرصد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، دور المرأة العسكرى فى مصر القديمة، حيث منح أرفع وسام عسكرى لـ"إياح حتب" أم الملك أحمس بعد الانتصار فى حرب التحرير ضد الهكسوس، والملكة أحمس نفرتارى زوجة الملك أحمس الأول طارد الهكسوس التى لعبت دورًا بارزًا فى المعركة التى انتهت بطرد الغزاة من مصر وكانت أول امرأة فى التاريخ تتقلد منصب قيادة فرقة عسكرية كاملة وقاتلت بكفاءة شديدة.
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان أن "إياح حتب" هى زوجة الملك سقنن رع تاعا الثانى من ملوك الأسرة السابعة عشر، وقد وجدت بعض النقوش التى توضح أن "إياح حتب" كانت تشارك ولديها كامس وأحمس فى الحكم خلال حرب التحرير للتخلص من الهكسوس ولم ينس أحمس دور أمه إياح حتب فى حرب التحرير ضد الهكسوس وانتصاره عليهم وطردهم من الأراضى المصرية مكملًا بذلك دور والده "سقنن رع" وأخيه "كامس" فقام بإهدائها وسام "الذبابة الذهبية" تقديرًا لشجاعتها وصلابتها واعترافًا بدورها الكبير فى هذا النصر، وأن هذا الوسام كان يعد أعلى وأرقى وسام عسكرى فى الدولة حينذاك، حيث كان يمنح لمن قام بأداء دور بطولي في المعارك العسكرية، وبذلك أصبحت إياح حتب أول امرأة تتقلد هذا الوسام إلى جانب إهدائها أيضا المشغولات الذهبية والأساور الفريدة.
وأوضح الباحث الأثرى أن الملكة أحمس نفرتارى هى زوجة الملك أحمس الأول محرر مصر وطارد الهكسوس والأسيويون ومؤسس الأسرة الثامنة عشر أعظم الأسر الحاكمة في مصر حكم من 1550 حتى 1525 ق.م، وقد لعبت أحمس نفرتارى دورًا بارزًا فى المعركة التى انتهت بطرد الغزاة من مصر، وكانت أول امرأة فى التاريخ تتقلد منصب قيادة فرقة عسكرية كاملة وقاتلت بكفاءة شديدة.
وأن اسم أحمس نفرتارى وجد فى سيناء وكانت مشهورة، وكانت أول ملكة تحصل على مركز الزوجة الإلهية لآمون وقد عاشت أحمس نفرتارى خلال حكم كلًا من زوجها وابنها أمنحوتب الأول وحفيدها تحتمس الأول ويوجد لها تمثال في معبد الكرنك، واتخذت عدة ألقاب منها الأميرة الوراثية، سيدة العطاء، عظيمة الثناء، أم الملك، الزوحة الملكية العظيمة، المتحدة مع التاج الأبيض، ابنة الملك.
ولفت مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، إلى أن الشعب المصرى لم يقبل وجود الهكسوس فى دلتا مصر والذى استمر لأكثر من قرن ونصف وقام بثلاث ثورات ضدهم بدأت بثورة "الملك سقنن رع الثانى" مع تكاتف من الجيش والشعب لطرد الهكسوس من أرض مصر ولكن دون وعي لقوة وتطور أسلحة عدوهم الهكسوس مقارنة مع تسليح الجيش المصري بالأسلحة البالية القديمة فكانت الهزيمة قدر المصريين وأجهضت الثورة بمقتل قائدها الملك سقنن رع الثانى على يد الهكسوس الذي سقط في أرض المعركة وسط الثوار إثر تلقيه ثلاث طعنات ببلطة حديدية على رأسه والثورة الثانية ناتج استمرار زوجة سقنن رع "اياح حتب" في الكفاح واستمرت في تحفيز وتشجيع ابنها الأكبر الملك "كاموس" على تكملة الثورة القومية وطرد الهكسوس والثأر لأرض الوطن ولدم أبيه سقنن رع وبالفعل قام الملك كاموس بقياده البلد والثوره وتكملتها ضد الهكسوس وسار على نهج وسياسة أبيه دون الاستفادة من أخطاؤه من حيث تطور الأسلحة لدى الهكسوس وكفاءتهم في فنون القتال فتم قتله وأجهضت الثورة الثانية.
وتابع الدكتور ريحان أن الأم "إياح حتب" التي ضربت مثلًا رائعًا وعظيمًا لدور المرأة المصرية في المشاركة في النضال الوطنى ضد المستعمر واستمرت في مواصلة دورها الوطني الجميل بتحفيز وتشجيع ابنها الأصغر "الملك أحمس الأول" وحثه على استكمال الثورة التى راح ضحيتها أبيه سقنن رع وأخيه الأكبر كاموس واستمرت تحثه على تحرير البلاد من الهكسوس، وبالفعل تولى أحمس زمام الأمور وقيادة الثورة القومية ضد الهكسوس للمرة الثالثة مع الاستفادة من أخطاء أبيه وأخيه من حيث تطوير الأسلحة فى الجيش المصرى فأرسل الجواسيس فى صفوف جيش الهكسوس ليعرف مدى تطور أسلتهم ونوعها وكفاءتها القتالية وصنع مثلها مثل العجلات الحربية التى يجرها حصانين وجنديين وزاد من فاعليتها الكفاءة القتالية والسرعة للجيش المصرى وتطوير العجلة الحربية حتى أصبحت تجر بحصانيين وجنديين بدلًا من حصان وجندى واحد وتمكن أحمس من طرد الهكسوس من مصر.