الجانب الآخر.. عرض يناقش أفكار حياة القطيع والإنسان بوصفه حيوانا

كان الفيلسوف اليونانى القديم أرسطو يصف الإنسان بأنه حيوان عاقل، بينما يرى الفيلسوف الألمانى الشهير نيتشه فى كتابه "العلم المرح" أن الانحراف الذى حصل فى الثقافة الإنسانية راجع إلى تبديل وظيفة العقل هذه، وذلك عندما تم تحميله مسئولية إنتاج الحقيقة ووضع المعايير الأخلاقية، الأمر الذىجعله متعارضا مع الغريزة والهوى، فتم احتقار الأبعاد الغريزية واستهجانها مع أنها المكون المركزى فى الذات والحياة الإنسانية، لنصل إلى أطروحة تصف الإنسان بوصفه حيوانا. الوصف الذى قاله "أرسطو" قبل قرون طويلة، وتناوله "نيتشه" قبل نحو قرن فى كتابه، ربما نراه اليوم بشكل واضح، فمع التطور التكنولوجيا وانقلاب الأوضاع الاقتصادية فى العالم، والتى كان لها تأثيرها الكبير على حياة الفرد، لم تعد الحياة كما كانت عليه، وأصبح الإنسان مندفعا بشكل أكثر نحو غرائزه دون أى عواطف أخرى، فأصبح المجتمع العالمى وكأنه غابة يعيش فيها مجموعة من البشر. جميع ما سبق ربما طرحه الفلاسفة فى أطروحتهم، وتناوله العديد من الأدباء فى أعمالهم الروائية، وهو الأمر الذى طرحه أيضا العرض المسرحى "الجانب الآخر" إنتاج وزارة الشباب والرياضة، والذى عرض مؤخرا على المسرح العائم الصغير، ضمن فعاليات المهرجان القومى للمسرح فى دورته الرابعة عشرة. والعرض من تأليف محمد يحيى، وإخراج هانى رابح، إضاءة أبو بكر الشريف، ديكور محمود بيرو، تأليف موسيقى شريف محمود، تنفيذ موسيقى محمد الدسوقى، ملابس ومكياج هاجر كمال، أداء حركى ضياء الدين، مساعدين إخراج نور حلمى، عبد الرحمن محمد، محمود عادل، مخرج منفذ أحمد أحمد مومو، وإدارة مسرحية محمود عادل، وبطولة كل من: يوسف خالد عز، رودينا حسام، أدهم كيوان، أحمد بلال، محمود عيد، حبيبة عبد العزيز، محمد برازيلى، إهداء ياسر، إبراهيم أحمد، هيام محمد، مصطفى زينهم، إسلام مصطفى، مريم عيد، رضوى أشرف، إسلام باصو، أحمد طه، يوسف أحمد، زياد وليد. و"الجانب الآخر" من نوعية مسرح العبث، يدور حول أفكار فلسفية حول سياسية الحياة وسط القطيع، وطرق الحياة العصرية، ويطرح تساؤلا حول تحول الحياة إلى الغابة، وتدور أحداث العرض داخل غابة يعيش فيها بشر على هيئة حيوانات، تحولوا إلي تلك الهيئة بعدما فشلوا فى الحياة وسط مجتمعهم، لاختلافهم عنهم، يحولون الوصول إلى أحد "الشنط المعلقة"، ربما فى تعبيرا عن الغاية التى يبحث عنها الإنسان فى حياته، وأثناء الأحداث يقتل أحد الحيوانات. ذروة الأحداث تبدأ من مشهد مقتل "الكبش" واختلاف الحيوانات فيما بينها حول من الذى قام بتلك الجريمة، ويقيمون محاكمة ويتهمون فيها "الخراتيت" ويتم سجنوهم لكنهم يكتشفوا فى النهاية أن من فعل ذلك هو القرد، بعدما أوهمهم جميعا بأن "الخراتيت" هم من قاموا بتلك الجريمة. المخرج استخدام جميع أدوات ليعبر عن الحالة التى يعبر عنها العرض، من خلال أداء حركى واستعراضى مميز، كذلك ديكور العرض رغم أنه كان ثابتا لأن الأحداث كلها تدور في مكان واحد، إلا أنه كان معبرا عما يريد التعبير عنه، حيث القطع التي تعبر عن الغابة، وكانت من بين القطع اللافتة استخدام المخرج لوجود "ساعة" ربما في إشارة منه إلى الحياة، وأن الغابة هنا هو العالم الذى نعيش فيه، والمكياج والملابس كانا معبران عن الهيئة البشر الجديدة، ولعبت الإضاءة بألوانها على رمزيات حول الدوافع الإنسانية وصراع الخير والشر، وعبر من خلالها المخرج عن رؤيته لهذا العالم.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;