فاز الروائى التنزانى عبد الرزاق جرنة بجائزة نوبل للأدب عام 2021، وهو من مواليد 1948 فى زنجبار وهو روائى تنزانى يكتب بالإنجليزية ويقيم فى المملكة المتحدة، أشهر رواياته هى "الجنة" "1994"، والتى تم وضعها فى القائمة المختصرة لكل من جائزة بوكر وويتبريد، والهجران 2005 و"باى ذا سى" "2001"، والتى تم إدراجها فى القائمة الطويلة لـ Booker وأدرجت فى القائمة المختصرة لصحيفة لوس أنجلوس تايمز لجائزة الكتاب.
ومع إعلان فوز التنزانى عبد الرازق جرنة بالجائزة، انقسم البعض حول جنسيته وهل هو زنجبارى أم تنزانى، فيما ذهب البعض إلى اعتبار فوزه بأنه ثانى عربى يحصل على الجائزة بعد الأديب العالمى نجيب محفوظ، باعتبار أن زنجبار عربية، فما هى هوية زنجبار؟
تقع زنجبار فى المحيط الهندي، وتقابل ساحل أفريقيا فى جهة الوسط والشرق، وقد شكلت جمهورية تنزانيا المتحدة في عام 1964م، والتى تضم الدول التالية: جزيرة بيمبا، وبعض الجزر الصغيرة الأخرى، وتنجانيقا فى البر الرئيسى بالإضافة إلى زنجبار، وتتمتع بسلطة ذاتية واسعة، الجزر الرئيسية التى تشكل أرخبيل زنجبار هى أنجوجا وجزيرة بمبا وتومباتو و جزيرة مافيا "جزيرة مافيا ليست تابعة لأرخبيل زنجبار ولكنها واحدة من جزر البهار التنزانية التي تشمل أيضاً جزيرتي أرخبيل زنجبار أنغوجا وبمبا".
تبلغ مساحة دولة زنجبار 1.554كم، وقد بلغ عدد السكان فيها بناءً على إحصائيات السكان لعام 2007م مقدار 713.000 نسمة، وخلال التاريخ كانت دولة زنجبار ودولة وبيمبا هما اللتان كونتا القارة الأفريقية، وقد انفصلت وبيمبا منذ نحو 23 إلى 5.3 مليون سنة، في عصر الميوسين، وحدث انفصال لدولة زنجبار قبل حوالي 5.3 إلى 2.6 مليون سنة في عصر بليوسين.
تسمى زنجبار بجزيرة القرنفل، إذ توجد فيها أربعة ملايين شجرة قرنقل زرعها العرب في الأساس، أصل الاسم فارسي ويعني "بر الزنج"، ويقال إن العرب سموها في الاصل "زين ذا البر" بمعنى "هذا البر جميل" في وصف الجمال الطبيعي لزنجبار، لكن اسمها باللغة السواحيلية :أنغوجا، أما "زنزبار" فهو اسمها الذي يطلق عليها الأجانب، والذي اصطلح عليه سكانها بعد سقوط الحكم العربي فيها عام 1964.
سكانها مزيج من الأفارقة والإيرانيين والعرب من اصول عمانية ويمنية وكذلك أسويين من الهند وباكستان ومن جزر القمر ومدغشقر وسيشيل في المحيط الهندي، ومعظم السكان مسلمون ويشكلون نسبة 98 %.
ويقول الدكتور عيسى زيدي مؤلف كتاب صدر حديثا عن "تأثير اللغة العربية في اللغة السواحيلية" وهو أيضا أستاذ محاضر فى تاريخ اللغة العربية فى جامعة زنجبار يقول ان الارث العربى لا يزال قويا اليوم.
ظهرت أول دولة عربية عمانية فى زنجبار في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي، وذلك حين هاجر من عمان ونتيجة لخلافات وقعت هناك سليمان بن سليمان ابن مظفر النبهانى، الذي كان ملكاً على عمان، ونزل بساحل الزنج ليعيد تأسيس المُلك النبهاني هناك.
وقد ظلت الأسرة النبهانية تحكم حتى عام 1745م، رغم وجود البرتغاليين في شرق أفريقيا، وكانت التجارة في مقدمة نشاط التجار العرب والأفارقة بين شرق أفريقيا، وبلاد العرب ومصر والعراق وشبه القارة الهندية. كما دخلت الزراعة إلى بقاع كبيرة في ساحل الزنج، وخلال حكم دولة البوسعيد من عام 1741م حتى عام 1893م في شرق أفريقيا، ازدهرت العلاقات الأفريقية - العربية من النواحي السياسية والحضارية.
ويقول الدكتور عيسى زيدي، الأستاذ المحاضر بجامعة زنجبار وهو من أصول افريقية، يقول أنه على مستوى الأفراد ينتما كل فرد إلى قبيلة معينة، أما على مستوى الدولة، فان زنجبار افريقية.
انتهى الحكم العربى لزنجبار عام 1964 حين أطاحت الثورة بآخر حاكم عماني لها وهو السلطان جمشيد بن سعيد احد ابناء السلطان سعيد، وقد منحته بريطانيا الدولة التي استعمرت زنجبار، اللجوء السياسى.