شغلت الكاتبة مى زيادة الأوساط الأدبية مطلع القرن العشرين فلم يكن شائعا فى ذلك الحين أن تقيم امرأة صالونًا أدبيًا فضلا عن الرسائل المتبادلة بينها وبين كبار الأدباء وقصص شائعة عن علاقات ربطتها بعدد منهم، وهو ما سعى لكشف تفاصيله عنه الكاتب الكبيرواسينى الأعرج عبرعمل روائى اعتمد على مخطوطات ووثائق رسمية.
وقد صدرت "مي: ليالي إيزيس كوبيا... ثلاثمائة ليلة وليلة في جحيم العصفورية" عام 2017 ودخلت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2019، المعروفة باسم "جائزة بوكرالعربية"، وهى من روايات السير أى أنها لم تتطرق لشئ غير مسيرة الكاتبة الراحلة.
يروى الكاتب الجزائرى واسيني الأعرج في هذه الرواية بدايات الكاتبة اللبنانية مي زيادة، التي تصاب بحالة كآبة، فتركن للعزلة التي كان من بين أسبابها وفاة من أحبتهم، مركز على جهدها الثقافي الكبير وخدعة ابن عمها جوزيف الذي قادها إلى مستشفى الأمراض العقلية طمعًا في مالها.
الرواية تناولت كل الويلات التي لاقتها الكاتبة هناك وسلاسل الخذلان من أقربائها وأهلها وأصدقائها المثقفين هؤلاء الذين لم يغيبوا عن صالونها يوما وطالما تغنوا بجمالها وذكائها وانتهزوا الفرصة ليبدوا إعجابهم بها.
ويعد واسينى الأعرج واحدًا من كبار الروائيين في الوطن العربى حاليا وقد لد 8 أغسطس 1954 بقرية سيدي بوجنان الحدودية بتلمسان في الجزائر ويشغل منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، وعلى خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه، تنتمي أعمال واسيني، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها، وتُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها: الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الدنمركية، العبرية، الإنجليزية والإسبانية.