تمر اليوم الذكرى الـ261 على استيلاء الإمبراطورية الروسية على مدينة برلين إبان حرب السنوات السبع، وذلك فى 9 أكتوبر عام 1760، ويطلق عليها أحيانا الحرب البومرانية هى حرب جرت بين عام 1756م وعام 1763م، وقد شاركت فيها بريطانيا وبروسيا ودولة هانوفر ضد كل من فرنسا والنمسا وروسيا والسويد وسكسونيا، ودخلت إسبانيا والبرتغال فى الحرب بعد مدة من بدايتها عندما هوجم إحدى جيوش المقاطعات المتحدة الهولندية فى الهند.
بدأت حرب السنوات السبع والمعروفة باسم الحرب الفرنسية والهندية كانت رسميًا عندما أعلنت إنجلترا الحرب على فرنسا، فقد كان القتال والمناوشات بين إنجلترا وفرنسا مستمرةً فى أمريكا الشمالية لسنواتٍ.
فى أوائل خمسينيات القرن الثامن عشر، أدى التوسع الفرنسى فى وادى نهر أوهايو إلى دخول فرنسا مرارًا وتكرارًا فى نزاع مسلح مع المستعمرات البريطانية. وفى عام 1756- السنة الرسمية الأولى للقتال فى حرب السنوات السبع- عانى البريطانيون من سلسلةٍ من الهزائم ضد الفرنسيين وشبكتهم الواسعة من التحالفات مع سكان أمريكا الأصليين. ولكن فى عام 1757، أدرك رئيس الوزراء البريطانى ويليام بيت (الأكبر) إمكانات التوسع الامبراطورى التى ستأتى من النصر على الفرنسيين واقترضت بريطانيا بكثافةٍ لتمويل مجهودٍ حربى موسعٍ، كما قام بيت بتمويل حربٍ بروسيا ضد فرنسا وحلفائها فى أوروبا.
بحلول عام 1760، طُرد الفرنسيون من كندا، وبحلول عام 1763 وافق جميع حلفاء فرنسا فى أوروبا على سلامٍ منفصلٍ مع بروسيا كما هُزم البعض. بالإضافة إلى ذلك، فشلت المحاولات الإسبانية لمساعدة فرنسا فى الأمريكتين، وعانت فرنسا أيضًا من هزائم أمام القوات البريطانية فى الهند.
فى 10 فبراير 1763، وقعت المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا معاهدة باريس، شكلت هذه المعاهدة نهاية حرب السنوات السبع (أطلق على الجزء الاستعمارى الحرب الفرنسية- والهندية). فى المعاهدة، فقدت فرنسا العديد من المستعمرات لصالح البريطانيين، بما فى ذلك كندا وفلوريدا الغربية فى أمريكا الشمالية، بينما حصلت إسبانيا على مقاطعة لويزيانا الفرنسية.
على الرغم من أن المعاهدة أثبتت أنها نهاية معظم مستعمرات فرنسا فى نصف الكرة الغربي، إلا أن تأثيرها لا يزال قائمًا، فقد بقى العديد من المستوطنين الفرنسيين فى المستعمرات البريطانية. ففى مقاطعة كيبيك الكندية، لا يزال الطعام واللغة والثقافة الفرنسية مهيمنين، كما يمكن رؤية الانطباع الثقافى الفرنسية المماثلة فى ولاية لويزيانا، حيث تضم ثقافات الكاجون والكريول التأثيرات الفرنسية فى المنطقة.
تُركت بريطانيا كقوة عالمية مهيمنة وإن كانت مثقلة بالديون، فقد أدت تكلفة الحرب إلى مشاكل جديدة في العلاقة مع مستعمراتها، كما كانت فرنسا على الطريق إلى كارثة اقتصادية وثورة، بينما خسرت بروسيا تقريبا 10٪ من سكانها، ولكن مكنتها حنكة فريدريك من البقاء بعيدة عن تحالف النمسا وروسيا وفرنسا.