كتبت عائشة التيمورية ديوانها حلية الطراز في أواخر القرن التاسع عشر، حيث ظلت سنوات تكتب الأشعار بعدما تعلمت قواعد النحو وعلم العروض والصرف واستهواها الشعر والأدب، وقد جمعت أشعار ديوانها حلية الطراز ليتم طباعته بعد وفاتها عام 1902 حيث جرت أعمال الطباعة عام 1909 في المطبعة العامرة الشرفية بالخرنفش.
ومن أشعار ديوانها حلية الطراز:
مالي لما صدني
تركت في التيه سدى
لا السامرى أضلنى
ولم أجاوز موعدا
حتى أقول أسفا
يا قلب جرعت الردى
ولدت عائشة التيمورية عام 1840 في أحد قصور "درب سعادة" وهو أحد أحياء الدرب الأحمر حين كانت تلك المنطقة مقرًا للطبقة الأرستقراطية ولعائلاتها العريقة، وهي ابنة إسماعيل باشا تيمور رئيس القلم الإفرنجي للديوان الخديوي في عهد الخديوى إسماعيل (يعدل منصب وزير الخارجية حاليًا) ثم أصبح رئيسًا عامًا للديوان الخديوى، كان اسم والدتها هو ماهتاب هانم، كانت شركسية تنتمي للطبقة الارستقراطية، وهي أخت العالم الأديب أحمد تيمور ولكن من أم أخرى هي مهريار هانم شركسية الأصل أيضًا، وهى عمة الكاتب المسرحي محمد تيمور، والكاتب القصصي محمود تيمور.
تزوجت عائشة وهى في الرابعة عشرة من عمرها سنة 1854 من محمد بك توفيق الإسلامبولى وهيأت لها حياتها الرغدة أن تستزيد من الأدب واللغة، فاستدعت سيدتين لهما إلمام بعلوم الصرف والنحو والعروض، ودرست عليهما حتى برعت، وأتقنت نظم الشعر باللغة العربية، كما أتقنت اللغتين التركية والفارسية، وقد أخذتهما عن والديها.
تولت عائشة التيمورية تعليم أخيها أحمد تيمور، وكان والدها قد توفى بعد ميلاده بعامين، فتعهدته بالتربية والتعليم حتى عرف طريقه، وقد صار بعد ذلك واحدا من رواد النهضة الأدبية في العالم العربي.
فقدت عائشة التيمورية ابنتها توحيدة التي توفيت في سن الثانية عشر وظلت سبع سنين ترثيها حتى ضعف بصرها وأصيبت بالرمد فانقطعت عن الشعر والأدب، وكانت حبيبة إليها فرثتها بعدة قصائد منها "بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي"، وكان هذا الحادث الأليم عميق الأثر في نفس عائشة التيمورية حيث ظلت 7 سنوات بعد وفاة ابنتها في حزن دائم وبكاء لا ينقطع، وأحرقت في ظل الفاجعة أشعارها كلها إلا القليل.