10 أكتوبر هو يوم مميز فى حياة ملالا يوسف زى، تلك الفتاة الباكستانية التى استطاعت منذ صغرها أن تشعل العالم بدافعها عن المرأة، فأصبحت أصغر من يحصل على جائزة نوبل على الإطلاق، وفى مثل هذا اليوم حصلت "ملالا" على جائزة جائزة سخاروف لحرية الفكر عام 2013، وبعدها بعام واحد فقط حصلت على جائزة نوبل فى السلام.
عرفت "ملالا" منذ عمر الـ 12 عامًا كمدونة، حيث كتبت تدوينة تحت اسم مستعار لقناة "بى بى سى" عن تفاصيل حياتها تحت سيطرة طالبان للمنطقة، الذين كانوا يحاولون السيطرة على الوادى، وعن وجهة نظرها عن حالة تعليم الفتيات فى وادى سوات وطرق تنميتها، وكانت النتيجة أنها تعرضت لمحاولة اغتيال شهيرة.
ومنذ ذلك الحين انتشر صِيت ملالا فى العالم، لذلك أُجريت معها العديد من المُقابلات التلفزيونية والكتابية، ما جعلها يتم اختيارها فى قائمة مجلة "تايم" الأمريكية لأكثر 100 شخص تأثِيراً فى العالم.
وهو ما آهالها لتحصل على عدة جوائز وتكريمات منها جائزة الشباب الوطنية للسلام فى باكستان، كما حازت على جائزة سخاروف لحرية الفكر سنة 2013، وفى يوليو 2013 أَلقت كلِمة فى مقر الأمم المتحدة بهدف وصول التعليم لجميع أنحاء العالم، وفى فبراير 2014 رُشِحَت لجائِزة الطِّفل العالمى بالسويد.
قامت "ملالا" بتأليف كتاباً عن مذكراتها اليومية بعنوان "أنا ملالا: ناضلتُ دفاعاً عن حق التعليم وحاول طالبان قتلى" وذلك بالاشتراك مع الصحفية الأمريكية كريستينا لامب، والتى تم نشرها فى أكتوبر 2013 من قِبل شركة ليتل براون للنشر فى الولايات المتحدة وشركة ويدنفيلد ونيكلسون فى المملكة المتحدة.
كما صدرت نسخة مترجمة للعربية عن المركز الثقافى العربى ودار سما للنشر بترجمة من أنور الشامي.
ويحتوى الكتاب على خمسة أقسام إضافة إلى المقدمة والخاتمة، وكل قسم يحوى عدة فصول، الأقسام هى: "ما قبل طالبان"، "وادى الموت"، "ثلاث فتيات وثلاث طلقات"، "بين الحياة والموت"، "حياة ثانية".
وتتحدث فيه "ملالا" عن حكايتها وحكاية بلدها وتعاقب السلطات فيها، ومحاولة تعرضها لمحاولة اغتيال من قبل أحد مسلحى طالبان، ودورها فى الانتصار لحق الفتيات فى التعليم، وتحدى الجهل والتخلف.
حقق الكتاب شهرة واسعة كما حققق مبيعات عالمية كبيرة، ووصفت صحيفة الجارديان الكتاب بـ"الشجاع" وذكرت "أن الكارهين وأصحاب نظرية المؤامرة سوف يفعلون معروفاً لو قرأوا الكتاب.
وعلى رغم من إشادة الصحف العالمية والمبيعات العالية للكتاب إلا اتحاد المدارس الخاصة الباكستانى، الذى يُمثل أكثر من 152 ألف مؤسسة فى كافة أنحاء البلاد، أعتبر أن السماح للتلاميذ بقراءة كتاب "أَنا ملالا" سيكون له تأثير سلبى عليهم، كما وصف الكتاب بـ"المسئ للإسلام".
كما اتهم رئيس الاتحاد ميرزا كاشف الكتاب بأنه متناقض مع العقيدة الإسلامية كما أنها دافعت عن الكاتب سلمان رشدى، بينما رأى رئيس تحرير صحيفة ذا نيوز انترناشونال أنصار عباسى تحدث عن كتابها قائلاً: "لقد وفرت للنقاد شيئاً 'ملموساً' لإثبات أنها 'عميلة' للغرب ضد الإسلام وباكستان"، الأمر الذى ربما يتفق مع النص الإنجيلى " لا كرامة لنبى فى وطنه".