يبدو أن اكتشاف القارة الأمريكية سيبقى لغزًا طويلاً، حيث زعم باحثون أن البحارة الإيطاليين كانوا على علم بأمريكا قبل 150 عامًا من اكتشاف كريستوفر كولومبوس للقارة، حيث تم الكشف عن أن بحارة من مدينة جنوة الإيطالية كان يعرفون أرضًا تقع غرب جرينلاند "حيث يعيش العمالقة" في كتابات راهب ميلاني من القرن الرابع عشر، وفقًا لصحيفة "ديلى ميل".
عثر الأكاديميون على هذه المعلومات فى كتاب ألفه القسيس الإيطالي Galvano Fiamma عام 1340 أي قبل 4 أعوام من وفاته في 1344 بعمر 61 عامًا، وسمى الكتاب Cronica Universalis.
الإسكندنافيون
وبحسب "التصوف الإسلامى فى الولايات المتحدة الأمريكية مظاهر حضور التصوف المغربى" للدكتور عزيز الكبيطى إدريسى، فإن القول إن اكتشاف أمريكا من قبل كرستوفر كولومبوس إنما هو كذبة صريحة، لأن هناك براهين مستفضية تبين أن الإسكندنافيين وصلوا إلى أمريكا قبل ألف عام قبل كريستوف كولومبوس، كذلك تول هايير داليدا الذى خرج من مدينة آسفى المغربية بباخرة وقطع المحيط إلى أمريكا.
بحسب كتاب "عباقرة الظل: تاريخ من الاستحواذ على أفكار الآخرين" تأليف ناصر بن محمد الزمل، أن فى بداية القرن العشرين قدم بروفيسور جوستاف ستورم من جامعة كريستيانيا فى أسلولوا، دليلا على أن الإسكندنافيين قاموا بعدة رحلات بالقرب من الساحل الكندى.
وكان من أولئك المغامرين بحسب الكتاب، المغامرين ليف إريكسون (970-1020)، ابن إريك الأحمر (950- 1002 تقريبا) الذى الكتشف جرين لاند، ودخل التاريخ لرويته فينلامد نحو عام 1000.
وكان ليف إريكسون مبشرا مسيحيا أرسله أولاف الأول ملك النرويج الذى حكم فى الحقبة من عام 995 إلى 1000، إلى جرين لاند من أجل نشر الدين فى المستوطنات هناك، وفى رحلة العودة انحرف به قاربه بعيدا نحوا الجنوب إلى أن شاهد على مرمى البشر نوفا سكوشا (إحدى مقاطعات كندا).
العرب
وبحسب كتاب "المخابرات فى الدولة الإسلامية" للكاتب محمد هشام الشربينى، تشير كثير من الدراسات إلى أن المسلمين سبقوا كولومبوس فى الوصول إلى أمريكا اللاتينية، فبعد عدة سنوات من البحث والدراسة فى أمريكا اللاتينية كشف الباحثان عبد الهادى بارزورتو ودانيال دنتن فى محاضرة ألقياها فى جامعة كاليفورنيا عن جوانب تشابه فى طرق المعيشة التى كان يمارسها السكان الأصليون من الهنود الحمر، والمعروفون الآزتك مع المسلمين، كما عرض المحاضران عددا من الوثائق وسردا مجموعة من القصص التى تناقلتها أجيال متعاقبة من الآزتك ظهر فيها إشارات واضحة إلى آثار إسلامية كانت موجودة فى أمريكا قبل وصول كريستوفر كولومبوس والمستكشفين الأوروبيين إليها، مما يعد دليلا على أن الإسلام وصل إلى أفراد تلك القبائل قبل المسيحية التى جاء بها الأوروبيون.
ووفقًا للكتاب أيضا تشير دراسات أخرى أن عددا من البحارة المسلمين من بقايا المماليك الأندلسية كانوا أفراد البعثة الاستكشافية التى قادها كولومبوس نحو الأمريكتين عام 1492م، نظرا لتفوقهم فى علوم الفلك والملاحة وصناعة السفن، ويذكر المؤلف أيضا أن هناك بعض الدلائل الأثرية الموجودة الآن فى متاحف أمريكا اللاتينية ومنها شيلى أن المسلمين هم الذين اكتشفوا قارة أمرياك قبل "كولومبوس".
الصينيون
المؤرخ البريطاني جافين منزيز إن عام 1421 شهد اكتشاف الصينيين أميركا، وفي كتابه المشهور عن الموضوع يقول إن الأدميرال الصيني تشنغ وصل إلى الأميركتين أكثر من 70 عاماً قبل رحلة كريستوفر كولومبوس الشهيرة.
تقول أدلة الكاتب إن الأدميرال الصيني تشنغ أبحر بأسطوله العظيم من القوارب قبل كولومبوس بقرن، وإنه في القرن الثامن عشر ظهرت خريطة مؤرخة عام 1418 من مكتبة شنغهاي، تصور أميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا وحتى القارة القطبية الجنوبية، واشترى الخريطة محامٍ صيني عرضها لاحقاً.
لكن صحة هذه الفكرة تظل محل استفهام، خاصة بعد اتهام بعض المدافعين عنها بتزوير خرائط قديمة لدعم آرائهم حول اكتشاف الصينيين أميركا، لكن الكاتب الصحفي في "الغارديان" البريطانية سيمون جنكنز، يقول إن الخريطة الصينية المزعومة هي خدعة ودقيقة أكثر ما ينبغي لخريطة أولية.
الفايكنج
ثمة أدلة على وجود الفايكنج الأوربيين، عاش فيها البحارة الاسكندنافيون في الأراضي الأميركية، وقد تم اكتشاف موقعين مختلفين في كندا الحالية لمستوطنات إسكندنافية تعود للقرن العاشر الميلادي وتعد دليلاً على وصول الفايكنغ لغرين لاند وكندا قبل 5 قرون من رحلة كولومبوس.
ويعتقد أن بحارة من الفايكنج عبروا من شمال أوروبا إلى غرين لاند، ومنها لشمال شرقي أميركا الشمالية، حيث عاشوا هناك وكانت لهم صلة بالسكان الأصليين أيضاً.