شرع محمد تيمور مجموعته القصصية في تأليف مجموعته القصصية ما تراه العيون عام 1915 غير أنها صدرت عام 1922 أى بعد وفاته بعام فقد توفى الأديب الشاب المولود عام 1892 عام 1921 عن عمر يناهز 29 عاما، والمجموعة تجسد عُمق الحياة المصرية؛ تفاصيلها وشخوصها، مآثرها وحكاياتها فضلًا عن تمثيلها جانبًا كبيرًا من شخصية الكاتب.
ومحمد تيمور هو ابن أحمد تيمور باشا، وهو من مؤسسي الأدب القصصي والمسرحي في مصر، سافر إلى باريس لدراسة القانون، غير أنه عاد منها إلى القاهرة مع اشتعال الحرب العالمية الأولى عام 1914، وانصرف منذ ذلك الحين إلى كتابة القصص والمسرحيات، متأثراً فيها بالمذهب الواقعي. اشترك في تأسيس جمعية أنصار التمثيل ومثلت له على المسرح عدة كوميديات اجتماعية، مثل:"العصفور في القفص" و"الهاوية" وأوبريت "العشرة الطيبة" التي لحنها سيد درويش.
نشأ محمد تيمور في أسرة عريقة على خلفية أدبية واسعة، رحل إلى برلين لدراسة الطب لكن حبه وشغفه بالأدب جعلاه يهاجر إلى فرنسا ليطلع على الأدب الأوربي عموما والأدب الفرنسي خصوصا اللذان تركا الأثر الكبير في حياته وعلى قصصه وأعماله، ليعود إلى مصر بعد ثلاث سنوات عام 1914 فألف فرقة تمثيلية عائلية ووضع مسرحيات.
نهض بالمسرح المصري من خلال مقالاته النقدية واقتراحاته التي استخدمها تأثرا بالمسرح الفرنسي، علاقته القوية بأخيه الأصغر- الكاتب ورائد القصة المصرية محمود تيمور- وقربه منه كانت كقرب الجفن من العين حيث كان محمود يعتبر أخاه الأكبر مثله الأعلى وخير مرشد له من خلال التمسك بنصائحه وتوجيهاته وآرائه السديدة بما يملكه من ثقافة واسعة وبعد النظر وحكمة للرأي، حتى إن محمود تأثر به في كتاباته باتجاهه نحو المذهب الواقعي في الكتابة القصصية وألف مجموعته القصصية الأولى على غرارها.