عبد الرحمن شكرى، أحد الرواد فى تاريخ الأدب العربى الحديث، له العديد من الإسهامات الأدبية، إلى جانب حرصه على اللغة لعربية الفصحى، واليوم تمر ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 12 أكتوبرمن عام 1886م، وبدأت حياته بالعديد من المواقف التى صنعت مجده داخل الحقول الثقافية ليس فى مصر فقط بل والعالم العربى.
التحق عبد الرحمن شكرى بكلية الحقوق، ولكن سرعان ما تم فصله من الكلية، وكان ذلك بسبب اشتراكه فى مظاهرات نظمها الحزب الوطنى آنذاك لإعلان غضب المصريين على الاحتلال البريطانى لمصر ووحشية الإنجليز فى حادثة دنشواى.
ولولا فصله من الحقوق لما تعرف على عبد القادر المازنى فى مدرسة المعلمين العليا التى التحق بها فى عام 1906م، واستطاع شكرى أن يتفوق فى مدرسة المعلمين، ليتم اختياره فى بعثة إلى جامعة شيفلد بإنجلترا، وهناك درس الاقتصاد والاجتماع والتاريخ والفلسفة إلى جانب تنمية مهارته فى اللغة الإنجليزية، لمدة 3 سنوات، وعاد إلى مصر فى 1912م.
بعدما عاد إلى مصر تواصل مع عبد القادر المازنى الذى عرفه بالمفكر الكبير عباس محمود العقاد، ليتم فى تأسيس مدرسة الديوان مع العقاد والمازنى، التى وضعت تصورا جديدا للشعر، وكانت بداية الصداقة القوية بين الثلاثة فى عالم الشعر.
وخلال عمل عبد الرحمن شكرى الوظيفى كتب قصيدة بعنوان "أقوام بادوا" والتى أغضبت رؤسائه وصاروا يحرضون عليه لأنهم ظنوا أنه يصفهم، وهذه القصيدة جعلته يحرم من الترقية التى كان من المقرر الحصول عليه فى سلمه الوظيفى خلال عمله فى التربية والتعليم، مما أدى إلى مطالبته للخروج إلى المعاش برغبته، بعد أن خدم ما يقرب من 26 عاما.
ولكنه لم يتوقف عن العمل وغادر إلى إنجلترا وبعد عودته تم تعيينه بالتعليم الثانوى كمدرس للتاريخ واللغة الإنجليزية، وتدرج فى الوظيفة حتى أصبح مفتشًا، ولكنه رغب فى الخروج للمعاش، وبالفعل حدث ذلك فى عام 1938، واعتزل العالم ورحل عن عالمنا فى عام 1958 م.