تمراليوم ذكرى تولى الإمبراطور نيرون عرش الإمبراطورية الرومانية، وذلك فى 13 أكتوبرعام 54م، وكان خامس وآخر إمبراطور للإمبراطورية الرومانية من السلالة اليوليوكلودية "من أوغسطس حتى نيرون"، وصل إلى العرش لأنه كان ابن كلوديوس بالتبنى، حيث أنه حكم الإمبراطورية.
ونيرون أحد الشخصيات المثيرة للجدل فى التاريخ الإنسانى، فبينما عرف عن الرجل قتله لشقيقه الصغير من أجل الوصول إلى الحكم، وقتله لأمه من أجل الانفراد بالسلطة، فضلا عن جريمته الشهيرة بحرق مدينة روما القديمة، إلا أنه على الجانب الآخرعرف فى نظر بعض المؤرخين بأعمال الخيرواهتمامه بالفنون، ليظهر بوجهين أحدهم ظالم والآخر مظلوم.
قتل أنه وشقيقه وحرق روما
نتيجة لتهديدات نيرون من والدته، قام بالتخلص من الوريث الشرعى لحكم روما، بريتانيكوس، الذى كان يبلغ من العمر وقتها 15 عامًا، وكان وقتها الوريث الشرعى للإمبراطور كلوديوس والوريث الشرعى للحكم، ومن ضمن خطة والدته أنها عملت على إقناع زوجها كلوديوس، بأن يزوج ابنها نيرون من ابنته أوكتافيا، وبالفعل حدث ذلك ونفذ رغبتها، وعلى أثر ذلك أصبحت هى الحاكمة الأولى، وتدبر حادثة لمقتل زوجها ويصبح نيرون هو الحاكم الفعلى، ويتم إخفاء ابن زوجها والحاكم الشرعى بريتانيكوس، داخل حجرات القصر، إلى أن حدث خلاف بينها وبين ابنها نيرون، وهددته بأنه سيتم تولى الصغير الحكم لأنه الوريث الشرعى، وكل ذلك لرفض نيرون اتباع أوامرها وسياستها، وهذا ما استفز نيرون فقرر إنهاء حياة الطفل حبيس حجرات القصر.
مع اعتلائه لعرش إمبراطورية روما، اتجه نيرون لتحقيق التأويل الذى قدّمه المنجم عند ولادته ففى البداية، حكمت أغريبينا الصغرى الإمبراطورية كوصية على العرش بسبب صغر سن ابنها كما اتجهت لاحقا للتحكم فى قراراته وتصرفاته وأجبرته على الزواج من امرأة لا يحبها.
ومع تزايد غضبه من والدته التى قيدت تحركاته، قرر نيرون التخلص منها عن طريق قتلها لينفرد بالسلطة.
أحب نيرون الفتاة اليهودية بوبيا سابينا، وهناك من يرى أنها هى التى دفعته لحريق روما، و(سابينا) هى الزوجة الثانية لنيرون، أجمل نساء روما، كانت عشيقة أو زوجة أولى للقائد أوتون صديق نيرون قبل أن تصبح عشيقة لنيرون ثم زوجته، حرضت الإمبراطور على قتل زوجته الأولى أوكتافيا، وكان نزاعها مع أمه من أسباب قتلها على يد ابنها نيرون، حيث قتلها بركلة قوية وهو غاضب، ثم أسف على موتها وأقام لها جنازة عظيمة.
اهتم بأعمال الخير وشغوف بالفنون
كان نيرون شغوفاً بالموسيقى والفنون، كما اهتم بالأعمال الخيرية، بحسب ما أورده عديد من المؤرخين، فقد كتب سويتونيوس، أحد المؤرخين المهمين فى القرن الثانى الميلادي، عن نيرون: "لم يفوت أى فرصة لأعمال الكرم والرحمة، أو حتى لإظهار مدى دماثة خلقه".
على الرغم من الاتهامات العديدة التى وجهها المؤرخون القدماء إلى نيرون بأنه المسؤول عن حريق روما، وأنه كان يغنى ويشرب منتشياً وهو يشاهد ألسنة اللهب تتطاير من المدينة، فإنه لا توجد دلائل تاريخية تدعم هذه الاتهامات.
على الرغم من أن العنف كان الأسلوب المفضل لدى نيرون فى التعامل مع أقربائه وأعدائه على حد سواء، فإن إنسانا محبا للفن والجمال كان يقبع بداخله، بحسب بعض المؤرخين، ففى عام 66م، بدأ نيرون، المحب للثقافة اليونانية، رحلته إلى اليونان، التى كانت تحت السيطرة الرومانية منذ نحو قرنين من الزمان فى ذلك الوقت.
وقد شارك الإمبراطور بنفسه فى عديد من المهرجانات اليونانية، حيث حصل على ألف و808 جوائز أولى عن عروضه الفنية، ووافق اليونانيون أيضاً على تأجيل الألعاب الأولمبية عاماً واحداً، حتى يتمكن نيرون من المنافسة فيها.
كما أضافوا إلى المسابقات الرياضية مسابقات فنية للمرة الأولى، شملت الغناء والتمثيل، وذلك من أجل نيرون، ويشير المؤرخون إلى أن نيرون كان سعيداً جداً برحلته إلى اليونان، لدرجة أنه كافأ الإغريق بإعطائهم "حريتهم"، التى تتمثل بإعفائهم بشكل تام من الضرائب.