رفاعة الطهطاوى فى باريس.. كيف ساعد الفتى الأزهرى نفسه ليصبح نجما؟

يعد المفكر المصرى الكبير رفاعة رافع الطهطاوى (1801- 1873) واحدا من العلامات وآباء التنوير فى مصر الحديثة، وقد كانت رحلته إلى باريس علامة فارقة فى الفكر المصرى حتى الآن. فى سنة 1826م قررت الحكومة المصرية إيفاد بعثة علمية إلى فرنسا لدراسة الإدارة والهندسة الحربية، والكيمياء، والطب البشرى والبيطرى، وعلوم البحرية، والزراعة والعمارة والمعادن والتاريخ الطبيعي، ودراسة اللغة والحساب والرسم والتاريخ والجغرافيا. وقرر محمد على أن يصحبهم ثلاثة من علماء الأزهر الشريف لإمامتهم فى الصلاة ووعظهم وإرشادهم. وكان رفاعة الطهطاوى واحدا من هؤلاء الثلاثة، ورشحه لذلك شيخه حسن العطار. وما إن تحركت السفينة التى تحمل أعضاء البعثة حتى بدأ الطهطاوى فى تعلم الفرنسية فى جدية ظاهرة، وكأنه يعد نفسه ليكون ضمن أعضاء البعثة لا أن يكون مرشدها وإمامها فحسب، ثم استكمل تعلم الفرنسية بعدما نزلت البعثة باريس، حيث استأجر لنفسه معلما خاصًا يعطيه دروسًا فى الفرنسية نظير بضعة فرنكات كان يستقطعها من مصروفه الشخصى الذي كانت تقدمه له إدارة البعثة. وأخذ يشترى كتبًا خاصة إضافية غير مدرجة فى البرنامج الدراسى، وانهمك فى قراءتها. وأمام هذه الرغبة الجامحة فى التعلم قررت الحكومة المصرية ضم رفاعة إلى بعثتها التعليمية، وأن يتخصص فى الترجمة؛ لتفوقه على زملائه فى اللغة العربية والثقافة الأزهرية. واجتاز رفاعة الطهطاوى كل الامتحانات التى عقدت له بنجاح باهر، وكانت التقارير التى ترسل إلى محمد على تتابع أخبار البعثة تخص رفاعة بالثناء والتقدير. وعندما تقدم رفاعة للامتحان النهائى كان قد أنجز ترجمة اثنى عشر عملاً إلى العربية فى التاريخ والجغرافيا والهندسة والصحة. إضافة إلى مخطوطة كتابه "تخليص الإبريز فى تلخيص باريز".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;