تمر، اليوم، الذكرى الـ177 على ميلاد الفيلسوف الألمانى فريدرك نيتشه، إذ ولد فى 15 أكتوبر عام 1944، وهو فيلسوف ألمانى، ناقد ثقافى، شاعر وملحن ولغوى وباحث فى اللاتينية واليونانية..
فى عام 1893 عادت إليزابيث فورستر نيتشه إلى منزل والدتها فى نومبورج فى ألمانيا بعد أن أمضت سنوات فى باراجواى برفقة زوجها بيرنهارد فورستر وهو قومى ومعاد للسامية أنشأ مستوطنة آرية هناك لغرض "تنقية الجنس البشرى وإعادة إنتاجه من جديد".
كانت شقيقته (إليزابيث) هى من تحمّل العبء الأكبر فى الاعتناء به. فقامت بنشر كتبه التى لم ينه تأليفها، مما قاد الكثيرين إلى الاعتقاد بأنها قد تكون أضافت عليها بعض التغييرات لجعلها تطابق بشكل أكبر وجهة نظرها الخاصة.
أصبح (نيتشه) يعرف على أنه الأب الروحى للفاشية كنتيجة لذلك، لكنه كان قبل أن يمرض يكره بشدة أمورا على شاكلة الديكتاتورية ومعاداة السامية. غير أن شقيقته (إليزابيث) كانت من أشد المناصرين لـ(أدولف هتلر)، وربما كانت المصدر الأساسى للصورة المزيفة والخاطئة التى رسمت عن شقيقها (نيتشه) على أنه ذلك الداعم والمناصر لحركات التطرف اليمينى فى أوروبا.
وكان شقيقها فريدريك نيتشه قد شجب مواقف زوجها المعادية للسامية وقرارها بالالتحاق به فى أمريكا الجنوبية. وقد فشلت تجربة فورستر على أى حال ففضل الانتحار فى عام 1889 وفى هذا الوقت تقريبا كان نيتشه يخطو خطوات واسعة نحو الجنون فعادت اليزابيث للعناية به وبتركته ومؤلفاته.
أول كتاب لنيتشه "مولد التراجيديا" صدر فى عام 1872 عندما كان أستاذا فى جامعة بازل ولم يلق الكثير من الاهتمام فى ذلك الوقت. وبشكل عام لم تلق كتاباته اهتماما فى الواقع حتى تسعينات القرن التاسع عشر عندما أصبح نيتشه مقروءا فى كل مكان من أوروبا تقريبا.
وبعد وفاته فى عام 1900 تحكمت أليزابيث بكل مؤلفاته وبتركته الأدبية وحولته شيئا فشىء إلى وسيلة صممتها لتلبى رغباتها وتطلعاتها الفاشية وبدأت أولا بإعادة كتابة ملاحظاته واقتطعت جملا من هنا وجملا من هناك وبدأت تختلق اقوالا نسبتها له حتى تحول فى نظر الناس من معارض للقومية الألمانية إلى عاشق لها ومن "عدو المسيح" إلى شخص متدين ومن رافض لمعاداة السامية إلى كاره لملة اليهود جملة وتفصيلا.
وكان نيتشه قبل وفاته قد طلب من شقيقته ألا تسمح لأى قس بالوقوف عند سريره وكتب "إذا ما مُتُّ يا أختاه، فلا تجعلى أحد القساوسة يتلو على بعض الترهات فى لحظة لا أستطيع فيها الدفاع عن نفسى" ولم يتوقع على الإطلاق أن تخونه إليزابيث التى صنعت منه لاحقا نجما ساطعا ودليل هداية فى الاشتراكية القومية الألمانية.