كان الفيلسوف الألمانى نيتشه واحد من أبرز الممهدين لعلم النفس وكان عالم لغويات متميز، كتب نصوصاً وكتباً نقدية حول الدين والأخلاق والنفعية والفلسفة المعاصرة المادية والمثالية الألمانية، وكتب عن الرومانسية الألمانية والحداثة أيضاً، بلغة ألمانية بارعة.
حياة نيتشه الذى كان له بعض المواقف والآراء السلبية تجاه المرأة مليئة بالحكايات والأسرار والألغاز، لكن يبدو أن قصة حب كانت وراء موقفه سالف الذكر.
تحكى رواية "عندما بكى نيتشه" للمؤرخ الأمريكى "إرفين د. يالوم" عن قصة الحب الوحيدة والقصيرة التى عاشها فيلسوف المطرقة "نيتشه" مع الأديبة والمحللة النفسية الروسيّة "لو سالومي" بعد أن جمعهما الصديق المشترك الناقد الأخلاقى "بول ري" عام 1882.
"نيتشه" أقام مع "سالومي" فى الشهور التالية على تعرفهما فى علاقة وصفت بـ"عفيفة وقوية"، انتهت بسبب الصديق "بول ري" الذى أحب "لو سالومي" أيضاً وساهمت أخت "نيتشه"، "إليزابيث"، بشكلٍ كبير فى تدمير قصة حب أخيها الأصغر الذى بقى مكتئباً وحزيناً لعدة سنوات بسبب ضياع حبه واعتقاده بأنه تعرض للخيانة، فى تلك الفترة أيضاً بدأ "نيتشه" بتدوين كتابه "هكذا تكلم زرادشت" بعدما أشعره وهن الحب بضرورة ولادة الإنسان الخارق.
فى كتباها "حياتي"، تحكى "سالومي"، التى كانت ترفض ممارسة الجنس مع عشاقها، كيف ردت "نيتشه" مرتين عندما عرض عليها الزواج، وذلك بعدما دفعه عشقه لها إلى الموافقة على خطتها بالعيش معها و"بول ري" فى شقةٍ واحدة "بعفة" كأصدقاء وليس كعشاق، وافق "نيتشه" و"ري" على عرض الشابة الروسيّة، وأطلق "نيتشه" على تجمعهم "الثالوث غير المقدس"، لكن كل من "نيتشه" و"راي" كان يخطط لأن يصبح العشيق الوحيد الحقيقى للفاتنة الروسيّة، الأمر الذى فشّل كل منهما فى تحقيقه، فالأديبة الروسيّة كانت مُتدربة جيداً على التحكم بمشاعرها وعلى المضى فى خطتها، "جمع العقول" كما وصفها المؤرخ الأميركى فى "عندما بكى نيتشه".