تمر اليوم الذكرى الـ 228 على إعدام الملكة ماري أنطوانيت زوجة لويس السادس عشر ملك فرنسا بتهمة الخيانة، بعدما سيطرة الجمعية العامة واقتحام سجن الباستيل في يوليو وإمرار إعلان حقوق الإنسان والمواطن في أغسطس ومسيرة النساء إلى قصر فرساي التي أجبرت البلاط الملكي على الرجوع إلى باريس في أكتوبر.
وقد حلت ماري أنطوانيت، ابنة امبراطور النمسا فرانسيس الأول وزوجته الإمبراطورة ماريا تيريزا، بفرنسا قادمة من فيينا عام 1770 وهي في الرابعة عشرة من عمرها عقب زواجها من وريث عرش فرنسا لويس السادس عشر الذي تولى مقاليد الحكم بشكل رسمي يوم 10 مايو 1774 عقب وفاة والده لويس الخامس عشر.
وبعد حوالي 8 سنوات من زواجهما، أنجبت ماري أنطوانيت أول أبنائها فرزقت يوم 19 ديسمبر 1778 بابنتها ماري تيريز، وعلى الرغم من الشعبية التي كسبتها بفرنسا تزامنا مع زواجها وحصولها على لقب الملكة، تدهورت صورة ماري أنطوانيت بمرور الوقت فنسبت إليها خلال السنوات التالية العديد من الشرور فاتهمت بالتعاطف مع أعداء فرنسا وعلى رأسها النمسا، موطنها الأصلي.
كان الزواج بين لويس السادس عشر ومارى أنطوانيت هادئاً نسبياً على الرغم من أن كلاهما كانا مختلفاً تماماً من الناحية الجسمانية والمزاجية، فمن الناحية السياسية لم تنجح مارى أنطوانيت فى الحصول على مزايا خاصة من زوجها على الرغم من أن الإمبراطورة مارى تريزا والسفير مارسى كانا قد حثاها للحصول على عطف لويس السادس عشر بهدف التأثير فى السياسة الخارجية لصالح النمسا، وكانت مارى أنطوانيت تشعر أنه كان مسموح لها من أعلى للتفكير لكى تكون متفوقة على الملك الرجل الذى لم يكن يحبها وكان يحتقرها لسنوات كأمرأة رافضا إياها عاطفياً وجسدياً، فى إحدى المناسبات، بعد فترة وجيزة من تتويج لويس السادس عشر تجرأت مارى أنطوانيت لتعريف زوجها "بالرجل الفقير".
قامت الثورة الفرنسية عام 1789 وتم اقتحام سجن الباستيل يوم الرابع عشر من شهر يوليو، وفى الأسابيع التى تلت ذلك قام العديد من الملكيين المحافظين بالهروب من فرنسا، لكن مارى أنطوانيت قررت أن تبقى لكى تساعد زوجها على استعادة الهدوء، على الرغم من أن سلطة الملك كانت محدودة تدريجياً.
المهم أنه بعد اندلاع الثورة بسنوات قليلة وبالتحديد فى 20 يونيو 1791م، أقنعت مارى زوجها بالهروب من باريس وخرجت العائلة الملكية متنكرة فى عربة متجهة للحدود الشرقية لفرنسا، ولكن تم التعرف عليهم وتم إيقاف الملك والملكة فى فاران وأعيدا تحت الحراسة إلى باريس، وأدى هروب لويس ومارى إلى زيادة فقدان ثقة الشعب بهما.
كانت مارى تعمل للحصول على المساعدة من الخارج، وحينما بدأت الحرب مع النمسا وبروسيا فى عام 1792م، اتهمت بافشاء أسرارًا عسكرية إلى الأعداء، وارتاب الشعب وأيقن أنها مذنبة بسبب تلك الخيانة، فى 10 أغسطس 1792م، أوقف الملك عن تولى أمور ملكه بعد مظاهرات عنيفة وطالبت بخلعه وساقت به وبالعائلة وبولى العهد ابنه الطفل لويس السابع عشر إلى سجن "المعبد".
وتم الحكم عليه بقطع رأس الملك ونفذ الحكم فى 21 يناير 1793 فى ساحة الكونكورد بينما أعدمت أنطوانيت فى 16 أكتوبر 1793 م، بعد أن اقتيدت بعربة مكشوفة دارت بها فى شوارع باريس حيث رماها العامة بالأوساخ وكل ما يقع تحت يدهم، وقصوا شعرها الطويل ثم وضعوا رأسها الصغير فى المكان المخصص فى المقصلة التى أطاحت برأسها، كان عمرها 38 سنة حين أعدمت.