فى 16 أكتوبر 1847، تم نشر رواية جين آير عن دار نشر سميث وإيلدر وشركاه، واستخدمت مؤلفة الكتاب شارلوت برونتى الاسم المستعار Currer Bell. وحقق الكتاب، الذى يدور حول كفاح فتاة يتيمة تكبر لتصبح مربية، نجاحًا شعبيًا فوريًا.
وُلدت شارولت برونتى عام 1816، وهى واحدة من ستة أشقاء نشأوا فى بيت قسيس فى قرية هاوورث الإنجليزية النائية، فى مستنقعات يوركشاير، توفيت والدتها عندما كانت فى الخامسة من عمرها، وتم إرسال شارلوت، وشقيقتها الأكبر سنًا، وأختها الصغرى إميلى، إلى مدرسة ابنة كليرجى فى كوان بريدج فى لانكشاير، وعانت المدرسة من الطعام السيئ، والغرف الباردة، والانضباط القاسى، وكل ذلك انعكس فى صورة المدرسة الداخلية التى تم تصويرها فى جين اير.
تناقش الرواية الظلم الاجتماعى مجسدا فى أحداث حياة جين المأساوية، وتحمل قيم أخلاقية عالية، وتتوضح لدى جين حقائق كثيرة عن الدين والنظام الاجتماعي.
وتتمحور أحداث الرواية حول خمسة مراحل هى طفولة جين فى جيتسهيد، حيث أسيئت معاملتها عاطفياً وجسدياً من قبل عمتها وأولاد عمتها، ثم تعليمها فى مدرسة لوود، حيث اكتسبت قدوتها وأصدقائها ولكنها أيضا عانت من الحرمان والقهر، ثم الفترة التى عملت بها كمربية فى ثورنفيلد، حيث وقعت فى حب رب عملها إدوارد روشيستر، ثم الفترة التى قضتها مع عائلة ريفيرز، حيث تقدم بطلب يدها ابن عمها رجل الدين سانت جون ريفرز، وفى النهاية مرحلة زواجها من حبيبها روشيستر.
وتنقسم الرواية إلى 38 فصلاً، وكانت الطبعة الأصلية فى 3 مجلدات، الأولى تضُم الفصول من 1 إلى 15، والثانية من 16 إلى 26 والأخيرة من 27 إلى 38، وكان هذا هو نظام النشر المتداول خلال القرن التاسع عشر.
ولدت شارلوت برونتى فى ثورنتون، وهى الثالثة من بين ستة أطفال، وانتقلت مع عائلتها فى عام 1820 إلى مدينة هاوارث، حيث عين والدها "باتريك" قسا للأبرشية هناك.
رحلت والدتها بعد انتقال العائلة بعام واحد، تاركة خمس بنات وابن وحيد، وكان الجميع فى رعاية شقيقتها إليزابيث برانويل، والتحقت "شارلوت" بعد ذلك هى وشقيقاتها الثلاث بمدرسة بنات القساوسة كوان بريدج، لكن سرعان ما أصيبت الأختان ماريا وإليزابيث بمرض السل وتوفين به عام 1825.
وأكملت شارلوت تعليمها من 1831 إلى 1832، وكتبت فى تلك الفترة روايتها الأولى بعنوان "القزم الأخضر" باسم مستعار وهو "ليسلى"، وفى مايو 1846، نشرت شارلوت، ايميلى وآن مجموعة من القصائد تحت أسماء مستعارة وهى "كيور، إليس وأكت بيل"، وعلى الرغم من عدم تحقيق أى مبيعات سواء نسختين فقط إلا أن الأخوات استمرين فى إنتاجهن الأدبى وبدأن بكتابة روايتهما واستخدمت شارلوت الاسم "كيور بيل".