نشر الكاتب الكبير على أحمد باكثير فى سنة 1947 مسرحية "سر الحاكم بأمر الله" والتى سرعان ما اقتنصها الفنان الكبير يوسف وهبى المغرم بتقدم الشخصيات التراجيدية وقدمها على خشبة المسرح، ليست مرة واحدة بل 3 مرات فى فترات عمرية مختلفة.
والمسرحية أخرجها زكى طليمات، ومثلتها الفرقة المصرية على مسرح الأوبرا فى مفتتح موسمها التمثيلي، وتدور القصة حول الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي، وتصور شذوذه وغرائب أفعاله، والحادثة الهامة فيها أو (العقدة) هى ادعاء الحاكم بأمر الله الألوهية، وقد تخيل المؤلف - لكشف سر هذا الادعاء - أن (المجمع الفارسي) بعث جماعة على رأسهم رجل اسمه حمزة الزوزني، للعمل على هدم الدين الإسلامى فى مصر، فراقب حمزة الحاكم حتى ألم بأحواله وعرف أنه يروض نفسه على الحرمان من طيبات العيش والتخلص من الرحمة وسائر العواطف الإنسانية التى يسميها ضعفا بشريا، فيتصل به ويوهمه أنه إله ويستعين على ذلك بتلفيق كتاب يدعى حمزة أنه مخطوط قديم ورثه عن آبائه، وينبئ الكتاب بظهور ملك فى مصر يحل فيه روح الله، وتنطبق أوصافه على الحاكم بأمر الله، فيضطرب الحاكم أولا ثم يقتنع بأنه إله، ويتخذ حمزة رسولا له.
وتسير الحوادث على هذا الخط حتى يفتضح أمر الفارسى بوقوع رسالة آتية إليه من المجمع الفارسى فى يد الحاكم بأمر الله، فتتكشف له الحقيقة ويكفر بنفسه.
وقد حققت المسرحية التى قدمت فى سنة 1948 نجاحًا كبيرًا جعل يوسف وهبى يقدمها بعد ذلك فى منتصف الخمسينيات ثم يقدمها مرة أخرى فى سنة 1970.