تعد الكاتبة العربية الكبيرة مى زيادة (1881- 1941) واحدة من أشهر الكاتبات والأديبات فى النصف الأول من القرن العشرين، هذا إن لم تكن أشهرهن بالفعل، وكان صالونها الأدبى الذى استمر حتى ثلاثينيات القرن العشرين محفلا ثقافيا كبيرا شارك فيه كل أعلام الثقافة والفكر فى مصر فى ذلك الوقت، ومن أشهر ما كتبت مى زيادة رسالتها عن المساواة، فما الموضوع الذى ناقشته مى فى هذه الرسالة؟
تناولت مى زيادة فى هذه الرسالة مفهوم المساواة عبر مرورها على عدة مصطلحات ومناهج حُكْمِيَّة وسُلطَويَّة، فبعد أن أشارت إلى الطبقات الاجتماعية انحدرت نحو الأرستقراطية مناقِشةً فيما بعدُ ظاهرتَى العبودية والديمقراطية، كما فنَّدت الاشتراكية بنوعَيها السلمى والثوري، متطرقةً إلى مصطلح الفوضوية وتاريخه الأوروبي.
ولم تُخفِ الكاتبة الإيمان بفكر الاشتراكية الذى يظهر جليًّا فى الكتاب كله تقريبًا، وأنها الحل وأنها الطريق، وأن المستقبل كله لها، وأن كل ما سبق فى التاريخ الاجتماعى للإنسان يصل بنا لهذه الغاية؛ وهذا لِمَا مثَّلته الاشتراكية وقتَها من نظامٍ يطغى على سائر النُّظُم.
والكتاب ذو مُحتوًى مهمٍّ عن التطوُّر الاجتماعى للبشر، كما أنه لمسة فكرية على عدة نُظُم اجتماعية تصدَّرت المشهد فترةً ليست بالقليلة من عُمر الإنسان فى العصر الحديث.