تمر اليوم الذكرى السادسة على رحيل الأديب الكبير جمال الغيطانى، إذ رحل عن عالمنا في 18 أكتوبر عام 2015، عن عمر يناهز 70 عامًا، وهو روائي وصحفي ورئيس تحرير صحيفة أخبار الأدب المصرية، ووصف بأنه "صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا"، وقد تأثر كثيرًا بصديقه وأستاذه الكاتب نجيب محفوظ.
ارتبط الغيطانى بالعديد من الصداقات داخل الوسط الأدبى، لعل أبرزها علاقته بالخال عبد الرحمن الأبنودى، الذى قال عند رحيله "نحن في قرب نهاية رحلة، وعلاقتنا بتزيد خوفًا من فراق أحدنا للآخر"، حيث ربطته بالخال علاقة قوية ونقية، تتميز صداقتهم بأنها صافية، وبنفس المستشفى-الجلاء العسكري- رحل صاحب دفاتر التدوين.
يحكى الغيطانى أنه من المواقف التي لا تنُسى مع الأبنودى، اعتقالهما بتهمة الانضمام لتنظيم شيوعي، حيث تم التحقيق معهما وتم حبسهما انفراديا، كل واحد على حد في القلعة، والأبنودي كان صانعًا للبهجة داخل السجن، كان يتغنى بالشعر والمواويل.
يصف الغيطانى الأبنودي بأنه ذاكرة الصعيد، يعرف حجره وشجره وناسه، وسجّل السيرة الهلالية في 30 سنة، يري أن الخال قام بدور وزارة الثقافة بأكملها، مؤكدًا أنه قيمة كبيرة.
أما عن رحيل الأبنودي قال إنه رتب قبل كل شيء لرحيله، حتى أحضر زجاجة المسك، ومن يحضر جنازته ومن لا يأتي، علّق عن ذلك "لم أجد مثل محفوظ والأبنودي في مواجهة الموت".
وروى كيف أن مدير المستشفى الذي كان يعالج به الأبنودي، اشتكى منه لأنه كان يجمع كل طاقم المستشفى ويحكي لهم حكايات، كان يأكل ما يضر صحته مثل "الحمام" الذي كان يأتيه من الصعيد، قائلاً: ربما لا نتمكن من أكله ثانية.