فازت رواية حرب الكلب الثانية للكاتب الكبير ابراهيم نصر الله بجائزة البوكر العربية عام 2018 وهي رواية خيال علمى تدور في المستقبل، حيث يدخل الكاتب خلالها القارئ عالما غريبا في ديستوبيا غرائبية غير معتادة في روايات نصر الله.
الرواية تبدأ بمقدمات الحرب في فصل يحمل إسقاطات رهيبة على واقعنا الحالي، ففي العديد من الشوارع يموت الناس بسب خلافات تافهة وبسيطة.
هناك أيضا فكرة الشبيه الذى يتقمص حياة آخر مثل الشبيه الذي يحل محل الراصد الجوي مع سلام، وشبيه الضابط مع زوجة الضابط، وراشد مع زوجة السائق.
راشد الشخصية الرئيسيّة في الرواية ينتقل من صفوف المعارضة بعد أن حقق بطولات كبيرة ضد الحكومة الديكتاتورية بصبره على تحمل العذاب.
وبعد زوال الشمس يصبح الظلام هو السائد في مقابل النور، وبينما لا تستطيع الكائنات الحية العيش في مثل هذا الجو العفن، يصبح راشد هو الإنسان المثالي القادر على استغلال آلام الشعب لتحقق الحكومة الأرباح.
وتتناول هذه الرواية تحولات المجتمع والواقع بأسلوب فانتازى، يعتمد على العجائبية والخيال العلمي في فضح الواقع وتشوهات المجتمع في التركيز على فساد الشخصية الرئيسيّة وتحولاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرف فاسد، و تكشف هذه الرواية نزعة التوحّش التي تسود المجتمعات والنماذج البشرية واستشراء النزعة المادية بعيدا عن القيم الخلقية والإنسانية، فيغدو كل شيء مباحا حتى المتاجرة بمصير الناس وأرواحهم.
وإبراهيم نصر الله من مواليد عمان عام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتُلعا من أرضهما عام 1948، عاش طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عممان، الأردن.
بدأ حياته العملية معلما في المملكة العربية السعودية، عاد إلى عمان وعمل في الصحافة، وتفرغ للكتابة عام 2006.
نشر حتى الآن 14 ديوانا شعريا و 14 رواية من ضمنها مشروعه الروائي الملهاة الفلسطينية المكون من سبع روايات تغطي 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث.