هيلين كيلير واحدة من أبرز الشخصيات فى العصر الحديث، حيث استطاعت أن تتحدى الظروف وتحقق ذاتها، وهى أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية من أعظم الشخصيات التى جاءت فى القرن التاسع عشر، لكن لم تستطع تحقيق ذلك إلا بوجود معلمة لها ومرافقة لحياتها، وهى آن سولِيفان التى تحل اليوم ذكرى رحيلها إذ رحلت فى أكتوبر من عام 1936م.
واستطاعت آن سوليفان رغم ظروفه الصحية كونها كفيفة من مرافقة هيلين كيلير، بعدما كان يبحث والد هيلين عن معلمة لابنته الكفيفة والصماء ذات السبعة أعوام؛ هيلين كيلر، وبالفعل رشح له مدير مدرسة بيركنز للمكفوفين آنذاك تلميذته آن لهذه المهمة الصعبة أيضًا، وبالفعل بدأت فى عملها فى 3 مارس من عام 1887م، فى منزل عائلة كيلر فى توسكومبيا فى ولاية ألاباما، لتبدأ في ذلك اليوم علاقة استمرت قرابة الخمسين عاما مع هيلين.
فماذا عن حياة المعلمة آن، فهى ولدت فى 14 أبريل من عام 1866م، لوالدين مهاجرين إلى الولايات المتحدة من إيرلندا بعد مجاعة البطاطس الإيرلندية التي وقعت بين عامي 1845م و 1852م، وتعرضت آن لعدة أزمات كان أولها إصابتها بالتراخوما في سن الخامسة، مما تركها شبه عمياء، وأعاق هذا قدرتها على تعلم القراءة والكتابة فى بداية الأمر، وثانى صادمة لها رحيل والدتها بسبب السل وهى لم تكمل عامها الثامن، لتصدم بالأزمة الثالثة وهى تخلى الأب عنها وأن أخواتها لتبدأ رحلتها فى دار الأيتام.
خضعت آن لعمليتين جراحيتين في عينيها لم يكتب لهما النجاح، ليتم أرسالها إلى معهد بيركنز للمكفوفين حتى تتعلم القراءة بأصابعها، وهنا بصرها تحسن شيئا ما ولم يصبها العمى إلا بعد نصف قرن من الزمن.