تمراليوم الذكرى الـ 54 على إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات على يد القوات البحرية المصرية، وذلك في 21 أكتوبر عام 1967، غرقت المدمرة التي شكلت نصف قوة المدمرات في البحرية الإسرائيلية وعليها طاقمها الذي يتكون من نحو مائه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحلة تدريبية.
وجاء هذا الانتصار المعنوى بعد أشهر قليلة على هزيمة يونيو 1967 حتى انتفضت البحرية المصرية ووجهت ضربة موجعة لجيش الاحتلال الإسرائيلى الذى راح يوهم نفسه بأنه الأقوى، لقد كان المصريون يستعدون بقوة، وعندما حانت اللحظة أغرقوا "المدمرة إيلات".
وجاء نتيجة لاستمرار المدمرة الإسرائيلية إيلات فى العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 فى تحدٍ سافرٍ وانتهاك واضح للسيادة المصرية على مياهها الإقليمية، مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة إيلات.
قادة وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي حكوا في كتبهم ومذكراتهم عن مرارة هذا اليوم، وكيف دمرت الضفادع البشرية المصرية، المدمرة الإسرائيلية التي مثلت قوى كبرى في البحرية الإسرائيلية:
الغريق 48 - قصة المدمرة إيلات
قصة غرق المدمرة إيلات كما يرويها موشه ليفي، أحد الجنود الذين خدموا على متن المدمرة حتى غرقها، يروي ليفي بأسلوب أدبي روائي الحياة على متن المدمرة وكيفية التحاقه بالخدمة وعلاقته بزملائه وقادته، حتى لحظة غرق المدمرة وانتشالهم من المياه بعد ساعات طويلة شارفوا فيها على الغرق في عرض البحر. ولقد مات في ذلك الحادث ٤٧ من البحارة، واعتبر ليفي المدمر نفسها الغريق 48.
المعركة الأخيرة للمدمرة إيلات
قائد المدمرة إيلات قدم مذكراته في كتاب اسمه' المعركة الأخيرة للمدمرة إيلات'.. ووصف العملية الفدائية التي قام بها عوني بأنها شجاعة وصلت إلى حد الجنون وأنه شعر بالخوف الشديد واللنش في طريقه صوب المدمرة، وتناول فيه بعضا من خبايا إغراق المدمرة، ورغم ذلك يرى أن هناك كثيرا من الخبايا والأسرار التى لم تنشر بعد. وكانت مجلة «بمحنيه» أجرت لقاء معه تحدث فيه عن اللحظات الأخيرة للمدمرة إيلات، وألقى باللوم على كل من المخابرات العسكرية وقيادة القوات البحرية التى أهملت تسليح المدمرة وجعلتها فريسة للمصريين.
يرى شوشان أن كارثة إغراق المدمرة إيلات لم تبدأ فى الحادى والعشرين من أكتوبر، وإنما قبل ذلك، فى شهر يوليو تحديدا تلقى شوشان وجنوده أمرا مكتوبا بالتوجه نحو شاطئ بورسعيد لإثبات الوجود الإسرائيلى هناك، لكن شوشان يزعم أن الأمر الشفوى كان شيئا مختلفا، ففى اجتماع سرى مع أربعة ضباط آخرين تلقى شوشان أمرا شفهيا من شلومو أريئيل قائد البحرية فى ذلك الوقت بتدمير سفن مصرية، وكان ذلك الأمرعلى ما يبدو بهدف رفع الروح المعنوية لسلاح البحرية الإسرائيلى بعد فشله فى حرب يونيو.