أصدر الدكتور حسن حنفى، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، فى عام 2018، مذكراته وآخر كتبه، والذى يحوى أصداء من سيرته الذاتية، صدر عن الجمعية الفلسفية المصرية، والتى يرأسها أيضًا منذ سنوات، بعنوان "ذكريات 1935- 2018"، والكتاب أثار جدلا واسعا بمجرد صدوره بعدما حمل تلميحات وإساءات لعدد من رموز الفكر المصرى من بينهم الدكتور نصر حامد أبو زيد، والدكتور على مبروك.
ورحل عن عالمنا اليوم، الفيلسوف والمفكر الكبير الدكتور حسن حنفى، عن عمر ناهز 86 عاما، ويعد الراحل واحد من منظرى تيار اليسار الإسلامي، وتيار علم الاستغراب، وأحد المفكرين العرب المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية العربية.
جاءت "ذكريات حنفي" في أحد عشر فصلا، ابتدأ بـ الطفولة؛ والتّعليم الجامعي، والسّفر إلى فرنسا، ومرحلة الأستاذ الجامعي، والسفر إلى أمريكا، وفصول أخرى متعانقة بين الفلسفة ومشاريعها، والتعليم وهمومه، والتّجارب والخبرات.. وانتهت بفصل "كل نفسٍ ذائقة الموت"، كأنه ينعى نفسه في الفصلِ الأخير من فصولِ الحكاية الطويلة التي استمرت ثمانية عقود!
فى "ذكريات حنفى" حديث عن العلم، ومشقة البحث، والحب، وغرائب الأسفار، وهموم المعرفة، وإظهار التَّفاصيل الدقيقة في الحديث عن المدن والنساء، تحدث أيضا عن بعض المغامرات والوقائع التى شاهدها فى بلدان مختلفة، ولم يجد حرجا من ذكر ما يتعلق بالجنس الآخر، وفي بعض الأحيان يلمح برمزية ذكية عن التفاصيل الغير مكتملة، أو التي لا يرغب فى الإغراق فيها.
لكنه حمل أيضا حديثا عن تلامذته وعدد من أبناء جيله من أساتذة الفلسفة، حيث انتقد حسن حنفى فى ذكرياته نصر حامد أبو زيد، والذى وصفه "ابنى البكر"، وقال إنه بدأ حياته بنقده هو شخصيًا وذلك عندما قارن بين كتب حسن حنفى نفسه "العقيدة إلى الثورة"، و"اليسار الإسلامى" مؤكدًا أن المقارنة بين الاثنين خاطئة من الأساس، مشيرًا إلى أنه قدم له النصيحة بالهدوء وعدم المهاجمة فى الإعلام فى أزمة حصوله على الدكتوراه، دون أن يسمع له "نصر".
كما هاجم الراحل الدكتور على مبروك، حيث وصفه بأنه نموذج الصداقة التى تنقلب إلى غيرة وعداوة، موضحًا أنه لم يجدد فكره العلمى، وهو ما تسبب له فى صعوبة الحصول على درجة الماجستير فى الفلسفة الإسلامية، وكرر نفس الشىء فى الدكتوراه، لأنه يقدم بحثًا علميًا غير موثق، لكن فكرته جيدة.