يأتي القرآن الكريم، بصفته كلام الله عز وجل فى مكانة عالية فى نفوس المصريين لا تقاربها أية كتابات أخرى، ولكن توجد أيضا بعض النصوص التى استطاعت أن تـخذ مكانتها فى سياق القداسة، منها كتب أحاديث ومنها أيضا نصوص شعرية.
صحيح البخاري
صحيح البخارى، هو أصح كتب الحديث النبوى عند أهل السنة والجماعة، قام بجمعه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى، حيث جمع صحيحه فى 16 عاما، تحت عنوان "الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله .. وسننه وأيامه"، وضم 7275 حديثا اختارها من بين 600 ألف حديث كانت قد وصلته.
وحقق الكتاب مكانة سامية فى التاريخ الإسلامى، حتى كان الناس يتعبدون به فى فترات طويلة من التاريخ الإسلامى، كلما ألمت بالناس ملمة، كانوا يقرأون البخارى أربعين مرة تقربا إلى الله سبحانه وتعالى.
بردة البوصيرى
تقول الحكايات: إن الإمام البوصيرى أصيب بمرض "الشلل النصفى" فكتب قصيدته الشهيرة المعروفة بـ"البردة" ناوياً بها الاستشفاء، وبعد نظمه لها رأى فى منامه النبى عليه الصلاة والسلام، فقرأ عليه قصيدته تلك، فمسح النبى صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة على جسمه، فقام من نومه معافى بإذن الله تعالى.
والبوصيرى هو أبوعبدالله محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجى البوصيرى، مصرى النشأة، مغربى الأصل، شاذلى الطريقة، ولد فى مدينة بنى سويف بمصر سنة 608 هجرية، ومعروف عنه أنه نذر حياته كلها لمحبة النبى الكريم، وأوقف شعره على مدحه، وتتلمذ على يد عدد من أعلام عصره، كما تتلمذ على يده عدد كبير من العلماء المعروفين، منهم أبوحيان الغرناطى وأبوالعباس المرسى، وفتح الدين أبوالفتح الإشبيلى المعروف بابن سيد الناس.
يعرف الجميع قصيدة البوصيرى ويرددونها ويحفظون الكثير من أبياتها، وفى قرى الصعيد كان المنشدون يتزودون منها دائما فى لياليهم الدافئة بالمديح النبوى الجميل.
هو الحبيب الذى ترجى شفاعته لكل هول من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبل غير منفصم
وحتى نكون منصفين فى تأملنا فى بردة البوصيرى وجمالها، نقول: إن البعض قد غالى فيها وذهب إلى كونها تحمل بركات ربانية ونفحات نبوية تتجاوز الكلمات وما وراءها من معنى راق، حتى إنهم وضعوا لها طقوسا تناسب قراءتها منها الوضوء والتوجه للقبلة، ورأى البعض أن أبياتا معينة منها تشفى أمراضا معينة، فصنعوا منها رقى وأحجبة.
الأربعين النووية
الأربعون النووية مؤلف يحتوى على أربعين حديثاً نبويًّا شريفًا، جمعها: الإمام النووي الذي التزم في جمعها أن تكون صحيحة، وعلل النووي سبب جمعه للأربعين فقال:
"من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد وبعضهم في الخطب، وكلها مقاصد صالحة، رضي الله عن قاصديها. وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله، وهي أربعون حديثاً مشتملةً على جميع ذلك، وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين، وقد وصفه العلماء بأنه مدار الإسلام عليه، أو نصف الإسلام أو ثلثه أو نحو ذلك".
ثم ألتزم في هذه الأربعين أن تكون صحيحة، وحذف أسانيدها ليسهل حفظها، ثم أتبعها بباب في ضبط خفيّ ألفاظها. فرغ المؤلف من تأليفها ليلة الخميس 29 جمادى الأول سنة 668 هـ.
ويعتبر الكثير من المسلمين حفظ هذه الأحاديث الأربعين والعمل بما فيها فضل كبير، كما أنه مؤسس فى علوم الدين، وينصح به لـ كلمن يريد أن يتفقه فى الدين.