كان الفنان التشكيلى الإسبانى الشهير بابلو بيكاسو معروفا بشغفه وحبه للنساء، وعرف بعلاقاته النسائية المتعددة، فالرجل لم يكن ليكتفى بامرأة واحدة أو علاقة واحدة، فكان يعتبرهن وسلته للإبداع ومصدر الإلهام لخروج لوحاته الفنية الرائعة التى لا زالت من أيقونات الفن التشكيلى، ومن اللوحات الأعلى سعرا فى سوق المزادات العالمية.
وتمر اليوم الذكرى الـ140 على ميلاد الفنان الإسبانى بابلو بيكاسو، إذ ولد فى 25 أكتوبر عام 1881، رسام ونحات وفنان تشكيلى إسبانى وأحد أشهر الفنانين فى القرن العشرين وينسب إليه الفضل فى تأسيس الحركة التكعيبية فى الفن.. وخلال التقرير التالى نرصد حبيبات بيكاسو وأشهر ملهماته:
فرناندا أوليفيه حبيبته الأولى- متزوجة
أول علاقة عاطفية طويلة الأمد عرفها بيكاسو كانت مع فرناندا أوليفيه التى التقاها عام 1904 فأحبا بعضهما من اللقاء الأول رغم إنها متزوجة، واستمرت علاقته بها سبع سنوات كاملة اتسمت بالكثافة العاطفية الحارة بينهما، وألهمته العديد من لوحاته، وحافظا على سريتها لفترة قبل انكشاف أمرهما ثم انفصل عنها عام 1912 حين التقى بامرأة أخرى أصبحت ملهمته الجديدة.
راقصة الباليه الروسية أولغا خوخلوفا- زوجته الأولى
بعد مروره بعلاقات عاطفية قصيرة التقى عام 1917 راقصة الباليه الروسية أولغا خوخلوفا بينما كان يصمم "موكب الباليه" فانسجما من اللقاء الأول، واستمر حبهما عام قبل زواجهما عام 1918، واستمرا بسعادة كزوجين لغاية عام 1935 فاهتز زواجهما المستقر نسبياً لبدأه علاقة عاطفية جديدة مع امرأة أخرى ألهمته رسم لوحة أخاذة رائعة، عندما رأتها زوجته شعرت إنها لحبيبة جديدة فى حياته، فحاول إقناعها بإنها هى من ألهمته رسمها لكنها لم تنخدع بكذبته ،وحاولت رسمياً الطلاق منه، لكنه ظل مصراً على عدم الانفصال عنها حتى لا تقاسمه ممتلكاته.
مارى تيريز والتر- المراهقة الساحرة
بعدها التقى بيكاسو فى سن ال 44 الحسناء المراهقة مارى تيريز والتر"17 عاماً" فبهره جمالها البريء الغض فعاملها برومانسية حالمة، وكانت مصدر لوحات رائعة له موجودة فى كثير من المتاحف العالمية التى لا تقدر بثمن من أشهرها لوحته "الحلم" التى رسمها عام 1932 كإمرأة مغوية مثيرة رومانسية وبيعت عام 2013 ب 155 مليون دولار للمليادرير الأمريكى ستيفن كوهين ،ومزق قلب زوجته الأولى أولغا عندما علمت أن حبيبته الصغيرة مارى حامل بابنته مايا ،ولم يستمر حبه لها وعلاقته بها سوى 14 عاماً بعد دخول امرأة أخرى حياته رغم وصفه لها ب "الآلهة الشقراء" فانفصل عنها عام 1940 ،وظلت حياتها مضطربة بعده لعقود من الزمن ،وانتهت بانتحارها عام 1977.
دورا مار- الحبيبة الكرواتية
عاش بيكاسو مع الكرواتية الفرنسية الحسناء قصة حب عاصفة ألهمته لوحات عديدة، وكان شغفه بها لا حدود له لكنه كعادته انفصل عنها بدون رحمة بعد علاقة طويلة دامت تسع سنوات، وظلت لسنوات تعانى من جرحها العاطفي، وتعذبت أكثر لعدم قدرتها على الإنجاب وخسارتها فرصة إنجاب طفل منه. وألهمته أشهر لوحاته "المرأة الجالسة على المقعد" التى أسماها دورا مار، وأخرج فيها كل عشقه الجامح وجنونه الفنى الخصب خلال علاقته المميزة بها.
الرسامة فرانسواز جيلو- عاشت معه 10 سنوات وأنجبت له طفلين
ثم التقى بالرسامة الفرنسية فرانسواز جيلو التى انبهرت به وتعلقت به وسحرت به كفنان وكرجل وعاشت معه 10 سنوات كاملة أنجبت له خلالها نجليه كلود وبالوما، البعض أكد إنه تزوجها، وإنها هى من النساء النادرات التى انفصلت عنه وطلقته بإرادتها لعدم قدرتها على تحمل أنانيته ونرجسيته وسيطرته عليها وعلى حياتها معه.
جينفياف لابورت- العلاقة العاطفية الأقصر فى حياته
وفى عام 1951 التقى بالمرأة الجذابة جنيف لابورت التى دخلت حياته كالعاصفة بجمالها الآسر المغوى فحظيت باهتمامه لكن ليس لفترة طويلة حيث لم تدم علاقته بها سوى ستة أسابيع فقط، لكنه حسب وصف مدراء متاحف عريقة ومؤرخين أوروبيين ألهمته بأعمال فنية دافئة ومشرقة عبرت عن ملامح حبهما القصير الذى لم يعمر طويلاً.
جاكلين روك- زوجته الثانية والأخيرة
بعد تقدم بيكاسو بالسن ووصوله إلى سن الثمانين سعى للاستقرار والراحة فتزوج من الفرنسية جاكلين روك التى تعمل فى مصنع فخار وتصغره بحوالى 53 عاماً، وظل معها حتى وفاته، واتسمت علاقته بها بالغرابة قليلاً لكنه لم يطلقها،وقيل إنه خانها سراً ولم يجاهر بعلاقاته حرصاً على شعورها لكنها كانت تعرف، وتصمت ،وكان حبه لها ملهماً له حيث قيل إنه رسم وجهها أكثر من "160" مرة.
وبعد وفاته عبرت عن مشاعرها بقوة فحرمت ولديه: كلود وبالوما من عشيقته فرانسوا من توديعه فى جنازته الأخيرة وتصارعت معهما على ميراثه الفنى وعقاراته حتى توصلت معهما لإتفاق بإنشاء متحف بيكاسو فى باريس، وأصابها بعد رحيله بسنوات حالة اكتئاب شديدة فانتحرت من تأثيرها وأنهت حياتها بإطلاق الرصاص على نفسها فى سن ال 58 فى عام 1987 بعد 13 سنة على رحيل زوجها بيكاسو الذى كرست حياتها له ووهبتها له على مذبح حبه وفنه.
وكان بابلو بيكاسو ككل الرجال فى الشرق والغرب يفضل الحبيبة المستسلمة له والأنثى ويجب أن لا تكون أطول منه حتى ولو ب 1 سم.
وكانت حبيبته مارى تريز والتر المرأة الوحيدة الأكثر استسلاماً من بين حبيباته له، والخاضعة تماماً لسيطرته فقبلت أن تظل علاقتها سراُ به 8 سنوات كاملة لا يعرف عنها سوى قلة من أصدقائه المقربين والموثوقين، وكانت كما رسمها بلوحته "الحلم" امرأة ساذجة ورياضية ومرحة أمضت حياتها بالقراءة والنوم ولم تكن لديها أية طموحات مهنية أو اجتماعية.