تمر اليوم الذكرى الـ107 على ميلاد الشاعر الغنائى الكبير مأمون الشناوى، إذ ولد في 28 أكتوبر عام 1914، وهو أحد أبرز شعراء مصر ويعتبر من جيل الرواد، وهو من مواليد مدينة المنصورة، كان بمثابة مملكة متكاملة بمفرده حين يكتب، واستطاع أن يرضى كل الأذواق بقلمه، كما أن له الفضل فى إعادة صياغة أغانى الفلاحين والأغنيات الشعبية الفلكورية المصرية.
تغنت أم كلثوم بـ4 أغانى عاطفية من كلمات مأمون الشناوى هى "أنساك يا سلام" 1961، "كل ليلة وكل يوم" 1964، "بعيد عنك" 1965، وجميعها من ألحان بليغ حمدى، وأغنية "ودارت الأيام" 1970 لحن محمد عبد الوهاب، ولها قصة كبيرة حيث من الشائع أن الموسيقار الكبير محمد فوزى، هو الذى قدم بليغ إلى أم كلثوم.
وبحسب كتاب "القاهرة ما فيها" للكاتب الكبير الراحل مكاوى سعيد، فإن الموسيقار الراحل محمد فوزى كان يتمنى أن يلحن أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم، وقبلت أن يلحن لها، فأخذ أغنية مأمون الشناوى اسمها "أنساك" وعمل لها المقدمة اللحنية التي أعجبت مأمون، ثم حضر فوزى الحفل الذى غنت فيها أم كلثوم لبليغ لحنه الأول "حب إيه" وانبهر به، وأقام أصدقاء بليغ والفنانون حفلا بهذه المناسبة، وعقب الحفل اصطحب محمد فوزى الموسيقار بليغ حمدى ومأمون الشناوى، وفى استوديو الشركة طلب فوزى من مأمون أن يقرأ لبليغ مذهب أغنية "أنساك" أكثر من مرة حتى يتمكن بليغ من تلحين المذهب، وعندما اسمعها بليغ المذهب بعد تلحينه، أشار فوزى بحماسة تجاه مأمون، وهتف "سمعت يا مأمون.. مش المذهب ده أحلى من اللى عملته" وتعجب مأمون، وعندما عرف بليغ بأن محمد فوزى لحن هذا الكلام لأم كلثوم، وهو يتنازل عنه برحابة صدر، رفض بشدة، لكن فوزى أمره "بليع كمل نجاحك.. وخش باللحن التانى علطول".
ومات محمد فوزى بعد هذه الواقعة بخمس سنوات، دون أن يلحن لأم كلثوم، لكن هذه الواقعة قد تخلد أعماله أكثر من هذا اللحن التى كانت ستغنيه كوكب الشرق.