أصدر الروائى السورى حنا مينه روايته الأولى "المصابيح الزرق" عام 1954 وكان فى الثلاثين من عمره، وذلك بعد سلسلة من القصص القصيرة التى نشرها فى الصحف.
تصور رواية "المصابيح الزرق" حياة جماعة من الناس البسطاء أيام الحرب العالمية الثانية، ومن ورائها المجتمع فى مدينة اللاذقية، وسوريا عموما، وكيف أنه في فترة الحرب يتم طلاء المصابيح باللون الازرق لتوحي بمنظر المنائر (جمع منارة) البعيدة المحاطة بالضباب.
وتجسد الرواية حياة كاملة تلعب فيها تأثيرات الحرب دوراً كبيرًا، ولكن الدور الأكبر هو للبسطاء الذين يكافحون فى سبيل العيش، وكيف ترتبط مصالحهم الخاصة بقضايا أمتهم، وكيف يفهمون النضال.
وعلى الرغم من أن الرواية تبدأ وتنتهى ببطلها فارس إلا أنه ليس بطلها الوحيد، ففى الدار الكبيرة التى يحيا بها تعيش مجموعة من العائلات الفقيرة، فهناك أم صقر المرأة العجوز التي تخدم في البيوت وابنها الشاب العاطل عن العمل، ومريم السوداء وزوجها نايف الملقب بالفحل، وقد قدمت الرواية في مسلسل تلفزيوني سوري، وترجمت الرواية إلى الروسية والصينية.
وحنا مينه روائي سوري ولد في مدينة اللاذقية عام 1924 وساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب، ويعد من كبار كتاب الرواية العربية، وتتميز رواياته بالواقعية.
بدأ حياته الأدبية بكتابة مسرحية دونكيشوتية وضاعت من مكتبته فتهيب من الكتابة للمسرح، كتب الروايات والقصص الكثيرة بعد ذلك وقد زادت على 30 رواية أدبية طويلة غير القصص القصيرة منها عدة روايات خصصها للبحر التي عشقة وأحبه، كتب القصص القصيرة في البداية في الأربعينات من القرن العشرين ونشرها في صحف دمشقية كان يراسلها، أولى رواياته الطويلة التي كتبتها كانت المصابيح الزرق في عام 1954 وتوالت إبداعاته وكتاباته بعد ذلك، ومنها الشراع والعاصفة التى تعد من أفضل 100 روايات عربية، وتحديدا بالمرتبة الـ 14 وفقا لاتحاد الكتاب العرب.