تمر اليوم الذكرى الـ29 على قيام الفاتيكان بالتراجع عن موقفه بإدانة جاليليو جاليلى، الذى تمت إدانته فى سنة 1633بعدما قال بدوران الأرض حول الشمس، ونظرية كوبرنيكوس وقد دافع عنها "جاليليو" بقوة على أسس فيزيائية، فقام أولاً بإثبات خطأ نظرية أرسطو حول الحركة، وقام بذلك عن طريق الملاحظة والتجربة عن طريق التلسكوب، وكانت الكنيسة قد اعتمدت فى ذلك الوقت نظريات اليونان القديمة والتى وضعت فى مرحلة ما قبل المسيحية من قبل بطليموس وأرسطو، وهى عن مركزية الأرض.
ولم يكتف "جاليليو" بذلك فألف عددا من الرسائل فى الدين والتأويل، وانتقد احتكار كهنة الكنيسة لتفسير الكتاب المقدس، وتسببت تلك الخطوة من جانب جاليليو فى إثارة رجال الكنيسة ضده، ففى الخامس من فبراير لعام 1615م أحال أحد الرهبان تلك الرسائل للديوان التابع للكنيسة والمكلف بمراقبة الكتب فى ذلك الوقت، فقام الديوان بالتحقيق مع جاليليو، وقد تدخل أساتذة عصره أثناء الأزمة، منهم "دلمونتي" الذى رشحه للأستاذية، وصديقه "باربريني" الذى سيصبح فيما بعد بابا الكنيسة الملقب "بأوربان الثامن"، وهم نصحوا جاليليو أن يقتصر فى كلامه على التدليل والشرح العلمى فقط، ويعرض نظريته على أساس أنها فرض أكثر دقة وبساطة من الفرض القديم لبطليموس، ويترك تفسير الآيات فى الكتاب المقدس لرجال الدين والكهنوت، لكن لم يستمع جاليليو لتلك النصيحة، ونشر تفسيرا جديدا لبعض الآيات، فأعلن ديوان المراقبة له بالكف عن الجهر برأيه فى الدين، فوعدهم بالامتناع، ونتيجة لتلك الأحداث أصدر الديوان فى عام 1616م قراره المشهور بمنع كتاب كوبرنيكوس عن مركزية الشمس والذى كان بمثابة الملهم لجاليليو.
وفى 31 أكتوبر 1992 قدمت الهيئة العلمية بتقريرها إلى البابا يوحنا بولس الثانى، الذى قام على أساسه بإلقاء خطبة، وفيها يقدم اعتذار على من الفاتيكان على ما جرى لجاليليو جاليلى أثناء محاكمته أمام الفاتيكان عام 1623، وحاول البابا إزالة سوء التفاهم المتبادل بين العلم والكنيسة.
وأعاد الفاتيكان فى 2 نوفمبر 1992 لجاليليو براءته رسميًا، وتقرر عمل تمثال له.