تمر اليوم الذكرى الـ36 على رحيل المسحراتى وأبو الشعراء، شاعر العامية المصرية الكبير فؤاد حداد، إذ رحل فى 1 نوفمبر عام 1985، ويعتبر فؤاد حداد من أبرز شعراء العامية فى منتصف القرن العشرين، فهو المؤسس الحقيقى لشعر العامية الملحمى فى مصر.
وكان دائما ما يعرف نفسه قائلا: أنا والد الشعراء فؤاد حداد، كما أطلق عليه كذلك فنان الشعب، حيث استلهم من التراث المصرى، عددا من الملاحم التي كتبها، مثل أدهم الشرقاوي.
الساعات الأخيرة فى حياة أى مبدع لها تفاصيلها الخاصة، وهو ما سرده الكاتب حسن حداد عن والده الراحل ليكتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" عن ساعة الفراق، قائلا:
"ياما قالتلى عينيه ساعة الفراق خليك شوية" - كلما التقط سمعى هذه الكلمات تنساب بصوت عبد الحليم يتوقف الزمن عند صباح الجمعة الموافق الأول من نوفمبر سنة 1985 فى مصعد معهد القلب وتلك العينين المبهرتين بلونهما الذهبى اللامع تقطران ألماً من شدة الجلطة القلبية ولكنهما يتجولان بحنية بين أبنائه الثلاثة وترثيان لهم لما سيلاقونه بعد قليل من فراق أبدى بينهم، نظرة محفورة فى الذاكرة منذ عشرات السنين، كان متأكداً أنها نهاية العمر وكنا نتمسك بأمل يعرف العقل أنه ضائع ولكن القلب يتشبث به حتى الآن. نعم أنه يحيا بأشعاره نوراً يسطع دائماً عبر الأيام بحلوها ومرها وبأحفاد يحملون اسمه ويسعدون به ونتغنى جميعاً بتراثه الحى فى أجيال جديدة كما بشر هو بنفسه. ولكننى مازلت أنتظر تلك النظرة من عينيه الباسمتين تدعونى لحضن أبى الحبيب.