صدر حديثا، كتاب جديد تحت عنوان "الإمساك بالقمر.. فصول من سيرة زماننا" للكاتب الكبير محمود الورداني، يقدم لنا هذا الكتاب نموذجًا لمبدع لم يسجن نفسه يومًا في قوالب تجاوزها الزمن، بل ظل مؤمنًا برحابة الحرية في تطوير المجتمع وابتكار الجديد.
تفتح لنا أوراق محمود الورداني أسئلة على الحاضر والمستقبل، في ظلِّ واقع زاخر بالوعود والانكسارات، طارحةً همومه الأدبية التي شغلته ورفاق جيله الذين اكتووْا بنار هزيمة 1967، التي “"ُزمت معها أحلام وآمال وأيام ومستقبل جيل الستينيات، وما تلاه من موجات؛ من بينها موجة السبعينيات التي انتمى إليها” في رهاناتها الواقعية للتقدُّم وتحدياته واتجاهاته، غير أننا لا نقرأ فيها “تأريخًا ولا سيرة ذاتية ولا سيرة لجيل، بل هي ذلك كله، مضفورًا بالبدايات الباكرة والتشكل والمعارك والأحلام والتجارب الكبرى والدور الذي لعبته السياسة تحديدًا".
إنها سيرة التحرُّر من الماضي وصيغه المُستنفَدَة، والتحوُّل باتجاه رؤية جديدة للعالم، تُؤسِّس لوعي مُغاير بالفن وجماليات التغيير.
و محمود الورداني هو كاتب وروائي وقاص وصحفي مصري ولد في الأول من يناير (كانون ثانِ) عام 1950 بحي شبرا في القاهرة، وتخرج في معهد الخدمة الاجتماعية عام 1972، وشارك في حرب أكتوبر عام 1973، وشارك في تأسيس صحيفة أخبار الأدب، وترجمت بعض قصصه القصيرة للانجليزية والفرنسية، ضمت مسيرته الروائية روايات عديدة منها "نوبة رجوع" عام 1990، و"رائحة البرتقال" فى 1992، و"الروض العاطر" فى 1993"، و"أوان القطاف" عام 2003، و"البحث عن دينا" لعام 2016، وغيرها. والأحدث هى رواية "باب الخيمة" الصادرة العام الماضى 2018، وكذا مجموعات قصصية مثل "السير فى الحديقة ليلًا" الصادرة عام 1984، و"النجوم العالية" عام 1985 و"فى الظل والشمس" عام 1995.