صدر حديثا عن دار الآن ناشرون وموزعون المجموعة القصصية "شيخوخة الريح" للشاعر اليمنى حسين مقبل، وجاءت المجموعة عبر صفحاتها بمزج في كثير من مقطوعاته بين مخاطبة الروح ووصف الحياة التي تواجه الروح فى كل خطوة من خطواتها.
وجاء فى أحد المقاطع، أنا نصف فلاحٍ ونصف أرضٍ يابسةْ، أنا كلُّ تلك التجاعيد المزهرةِ فى وجوه سكان الريفِ، ذلك الجفافُ الذي يرتدى أيديَهم، أنا تلكَ الحقولُ الشاسعةُ الغارقةُ فى عَرق الجداتِ في ضحكاتهنَّ الطاهرةْ، أنا تلك العصافيرُ النازفةُ في دمى المحلقة فى الصباحات التائهة بى، أنا البُعدُ عنى فى المداءات والوصلُ القريبُ، بكاءُ الأطفال صراخُ الجياع وفرحة الزهور بالعطرِ، ويستحضر الحبيبة كلما سمت آفاق الكلمات نحو ما هو روحي ويحقق الصورة.
ويقول في نص آخر يجمع بين الصورة القاتمة والسؤال الوجودى الذى يتكرر في ذهن الإنسان، كلما واجه فاجعة من فاجعات الحياة: على قيدِ الليالي العارياتِ، ندَّعى الحياةَ وامتلاكَ زمامِ أمورِنا، ونحنُ عبءٌ ثقيل على كاهلِ هذه الحياةِ أو أثقلُ من ذلك، كائناتٌ بشريةٌ مثلًا، هل هناك عبءٌ أكبر من أن تكونَ كائنًا بشريًّا؟
ومن الجدير ذكره أن حسين مقبل ولد عام 1988، وهو ينتمى إلى جيل الشعراء اليمنيين الشباب، وعمل في مجال حقوق الإنسان، وهذا الإصدار هو الثاني له بعد ديوان "أصافح ظلي" الذي أصدره في العام (2019).