بدأ الكاتب الليبى الكبير إبراهيم الكونى مسيرته فى عالم الكتابة بكتاب غير روائى هو ثورات الصحراء الكبرى، والكتاب تعرض للمنع بعد ذلك، وهو من إصدارات عام 1970 أى أن الكونى كان فى الثانية والعشرين من عمره فقط لدى صدوره.
بعدها توالت أعماله غير أن التتبع الزمنى لكتاباته يشى بأنه عاش مرحلتين الأولى مرحلة الكتابات غير الروائية التى استهل بها مسيرته ثم مرحلة الكتابات الروائية التى توجت بعمله المجوس الذى صدر على أجزاء واختير ضمن أفضل 100 رواية عربية حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب.
وانهالت أعمال الكونى منذ كتابه الافتتاحى فقد اشتهر بغزارة الإنتاج حتى أنه أصدر ثمانين كتابا منها رواية ناقة الله التى وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر الدولية في إنجاز لافت.
ألف إبراهيم الكونى كتبا في الرواية والدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والتاريخ والسياسة كما اختارته مجلة لير الفرنسية أحدَ أبرز خمسين روائياً عالمياً معاصراً، وأشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأمريكا واليابان، ورشحته لجائزة نوبل مراراً، ووضع السويسريون اسمه في كتاب يخلد أبرز الشخصيات التي تقيم على أراضيهم وهو الكاتب الوحيد من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا بل الوحيد أيضاً من العالم الثالث في هذا الكتاب، كما اصطحبه رئيس سويسرا معه في واحدة من أبرز المحطات الثقافية، حيث كان أول أجنبي يجرى اختياره عضو شرف في وفد يرأسه الرئيس السويسري سنة 1998 م عندما كانت سويسرا ضيف شرف في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في اليوبيل الخمسين، أو العيد الذهبي.
وقد ترجمت كتبه إلى لغات العالم الحية أى حوالى 40 لغة، كما تدرس رواياته في جامعات عديدة كما في السوربون، أو جامعة طوكيو، أو جامعة جورج تاون، وتعتمد كمادة مرجعية للدراسات البحثية لنيل الدرجات العلمية.