ثلاثة وأربعون عاما مرت على حرب العاشر من رمضان، واليوم نحتفل بذكرى الانتصار على إسرائيل فى سيناء، فى معركة الكرامة لاستعادة الأراضى المصرية من المحتل الصهيونى، وبعد الحرب قام عدد من القادة العسكريين بتسجل وقائع الحرب حتى لا ينساها التاريخ وتكون أمام أعين الأجيال المتعاقبة، فكتب كل من الفريق سعد الدين الشاذلى، والمشير أحمد إسماعيل، والمشير محمد عبد الغنى الجمسى، واللواء محمد فوزى وغيرهم الكثير ولهذا نستعرض عددا من مذكرات هؤلاء القادة.
مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلى
يؤرخ الفريق سعد الدين الشاذلى لأحداث حرب أكتوبر على الجبهة المصرية، حيث كان الشاذلى رئيسا لهيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية آنذاك، وهو من ألمع وأشهر العسكريين العرب.
فى هذه المذكرات يقوم بوصف التخطيط والتنفيذ للحرب والأخطاء أيضا، وهذا الكتاب يعطى صورة واضحة عن سير العمليات وأداء الآلة الحربية المصرية ومراحل اتخاذ القرار فى مصر.
وجاء فى مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلى أنه "فى يوم 6 أكتوبر 1973 فى الساعة 1405 "الثانية وخمس دقائق ظهرا" شن الجيشان المصرى والسورى هجومًا كاسحًا على إسرائيل، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصرى خطة "المآذن العالية"، وفى أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أى أمر لأى وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدى مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدى طابور تدريب تكتيكى".
مذكرات المشير محمد عبد الغنى الجمسى
مذكرات الجمسى حول الحرب هى دراسة موضوعية يروى فيها ما حدث بإيجابياته وسلبياته، فيقول الجمسى فى كتابه ففى يوم 6 أكتوبر 1973 كنت فى مركز عمليات القوات المسلحة أرتدى لبس الميدان، حيث بدأت الحرب الرابعة بين العرب وإسرائيل، وكنت أقوم بعملى فيها "رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة" هذه الحرب التى اشتركت فيها امتدادا لحروب سابقة فى الصراع العربى الإسرائيلى.
كما يقول الجمسى "إذا كانت الحروب التى دارت بين إسرائيل والعرب تجذب الناس بأحداثها ونتائجها المباشرة، إلا أنى كنت أشعر دائما أننا ـ نحن العرب ـ لا نتعمق فى دراسة جذور الصراع العربى الإسرائيلى، ولا نعطى الأهمية الواجبة لمعرفة ما قامت به الصهيونية العالمية والدول الكبرى من تخطيط وما نفذته من أعمال فى جميع المجالات، حتى أقامت دولة إسرائيل على جزء من أرض فلسطين، وما قامت وتقوم به إسرائيل تؤيدها الدول الكبرى وتدعمها الصهيونية العالمية منذ إنشائها حتى اليوم، وبذلك يمكننا ـ نحن العرب ـ أن نتصور ونتوقع ما يخبئه المستقبل لهذه المنطقة من العالم، وما ننتظره من نتائج لهذا الصراع، وكيف نستعد لمواجهته فى إطار الصراع الدولى الذى يشكل فيه الشرق الأوسط دورا بارزا.
مذكرات المشير أحمد إسماعيل
كتب المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية فى حرب أكتوبر، بعد تركه الخدمة العسكرية بأربعة أشهر وظلت حبيسة الأدراج حتى ظهرت للنور بعد 40 عاما من حرب أكتوبر، ويقول المشير الراحل فى مقدمة مذكراته، خير ما أبدأ به هذه المذكرات هو جزء من دعاء النبى (صلى الله عليه وسلم) "اللهم اجعلنى شكوراً واجعلنى صبوراً واجعلنى فى عينى صغيراً وفى أعين الناس كبيراً، كما أدعـوه أن يوفقنى فى تذكر الحقائق، لكى أؤدى الأمانة لأصحابها، وأصحاب الأمانة هنا هم أهل وطنى الذين يستحقون أن يقرأوا التاريخ كما حدث بالفعل وليس كما تلونه الأهواء والانحيازات والمصالح، وعلى الرغم من أن كتابة المذكرات لا تحتاج إلى تبرير، خاصة عندما يتعلق الأمر بالذين يعملون فى خدمة الوطن، فإننى أجد نفسى ملزماً بالتأكيد على أن ما دفعنى هو شعورى ويقينى بأننى أديت جزءاً من واجبى نحو بلدى فى تاريخ حياتى، ونظراً لأننى لم أكن مهتماً بالدعاية والإعلان عما فعلت، فوجئت أن الحقائق والوقائع طُمست، وأن التاريخ يتعرض للتحريف الذى يصل إلى حد التزوير، كما تعمد البعض أن ينسب أعمالى لغيرى، بل إن هناك من تعمد تشويه الدوافع النبيلة لتلك الأعمال.