تمر اليوم الذكرى الـ 727 على صدور قرار الملك شارل السادس، حاكم فرنسا، بنفى جميع اليهود من البلاد، وهو القرار الذى استمرت فعاليته طوال العهود الوسطى، وذلك فى فى 3 نوفمبر من عام 1394، وجاء بعد نحو قرن من الزمان من قرار الملك إدوارد الأول ملك بريطانيا بطرد كل اليهود من إنجلترا، فى 31 أغسطس من عام 1290، ليكون قرار الملك الفرنسى استكمالا لمسلسل شتات اليهود فى أوروبا خلال فترة القرون الوسطى.
بحسب كتاب "إظهار الحق: المجلد الرابع" لـ رحمة الله الهندى، فإنه خلال تلك الفترة كانت انتشرت المعاملة السيئة، وممارسة كل أنواع الظلم المجتمعى، من قبل المسيحيين فى فرنسا، نحو اليهود، حتى إنه فى إحدى الأقاليم الفرنسية، كانوا يلطمون وجوه اليهود فى عيد الفصح، كما كانوا يرمون الأهالى اليهود بالحجارة.
ويوضح الكتاب أن سلاطين فرنسا المتعاقبين، دبروا أمرا فى حق اليهود، حيث كانوا يتركون اليهود إلى أن يصيروا متمولين بالكسب والتجارة، ثم يسلبون أموالهم، وبلغ هذا الظلم لأجل الطمع غايته، وعندما صار فيليب أغسطس ملكا على البلاد، أخذ أولا الخمس من ديون اليهود التى كانت على المسيحيين، ثم أبرأ الباقى ذمة المسيحيين، وما أعطى اليهود شئ، قبل يطردهم من مملكته.
ثم جاء سانت لويس، وهو ما أعاد اليهود مرتين وطردهم مرتين، كل ذلك قبل أن يأتى شارل السادس، وطرد اليهود نهائيا فى عصره من فرنسا.
وتذكر المراجع التاريخية، التى استند إليها المؤلف، إلى أن عدد اليهود الذين أخرجوا لن يقل عن أكثر من 70 ألف منزل، بجانب قتل الكثير منهم ونهب كثير منهم، فيما نجا القليل وهم من تنصروا، مشيرا إلى آخرين أهلكوا سواء بالإغراق فى البحر أو بالإحراق بالنار، وقتل غير المحصورين منهم فى الجهاد المقدس.
وتنقل الدكتورة نعمات أحمد فؤاد، فى كتابها " الإسلام فى رأى الشرق والغرب" ما قاله الحاخام الأكبر ج.ه. هرذل، حاخام الإمبرطورية البريطانية فى كتابه "فى الفكر اليهودى": "لقد هاجمت اليهود، جميع الأمم المسيحية، فأشبعتهم شتما، وامتهانا واحتقارا، وسلبا ونهبا، ولقد طردهم من إنجلترا إدوارد الأول، ومن فرنسا شارل السادس، فلم يجدوا ملجا إلا الأندلس، حيث احاطهم أمراء الإسلام بعطف خاص".