نلقى الضوء على كتاب "التاريخ المعاصر ..من الثورة الفرنسية إلى الحرب العالمية الثانية" لـ الدكتور عبد العزيز نوار، والدكتور عبد المجيد نعنعى، وهو من كتب التاريخ المهمة، حيث إن تاريخ أوروبا الحديث و المعاصر محور من المحاور الرئيسية فى دراسة تاريخ عالمنا هذا.
يقول الكتاب فى مقدمته:
ركزنا على الموضوعات الرئيسة التى أثرت على تاريخ أوروبا المعاصر وتطوره، ابتداء من الثورة الفرنسية والحروب النابليونية والأزمات الكبرى التى تعرضت لها أوروبا خلال الفترة الواقعة بين مؤتمر فيينا وثورات 1848، وهى فترة كانت فيها القوميات الأوروبية تبحث عن مخرج لها للوصول إلى أمانيها القومية، وبينما أحرزت اليونان وبلجيكا استقلالا فشلت كافة الحركات الثورية التحررية الأوروبية الأخرى، ولكنها مقدمة لعهد جديد أصبحت فرنسا نابولونية مرة أخرى بعد سقوط أسرة أورليان، وأصبحت الحركات التحررية القومية أقدر على رؤية الطريق الذى يوصلها إلى الوحدة والاستقلال، فبيدمونت استغلت حرب القرم لتظهر على سطح السياسات الأوروبية العليا ولتكسب تحالفا مع نابليون الثالث تحرز بواسطته الشطر اللكبير من وحدتها.
أما بروسيا فشقت طريقها بالقوة ضد الدنمارك والنمسا وفرنسا ليتغير وجه أوروبا تغيرا جوهريا فى خلال الخمسينيات من القرن التاسع عشر.
وظهر العملاق الألمانى بجوار فرنسا، وظهرت إيطاليا المتحدة المتطلعة لأن تصبح دولة كبرى، وأصبحت النمسا، ولو نظريا، على قدم المساواة مع تابعتها السابقة باسم الدولة الثنائية (النمسا والمجر) منذ 1867 وإن احتفظ الإمبراطور النمساوى بلقبه.