تجهز الإدارة المركزية للترميم والصيانة بوزارة الآثار، الخامات اللازمة لأعمال درء المخاطر لحماية قصر الجوهرة بأحد القصور الموجودة فى قلعة صلاح الدين الأيوبى، لحين وضع الحلول الإنشائية الدائمة وإجراء أعمال الترميم الدقيقة.
وقال الدكتور غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للترميم والصيانة، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن أعمال درء المخاطر لحماية القصر، حيث يتم وضع دراسة دقيقة للبدء فى أعمال الترميم والصيانة للقصر تمهيدا لافتتاحه، فى أقرب وقت.
قصر الجوهرة، أحد القصور الموجودة فى قلعة صلاح الدين الأيوبى بجانب جامع محمد على أو قلعة محمد على وقد تحول لمتحف، بنى القصر أساساً ليكون مقراً لزوجة محمد على باشا وقد أنشأه عام 1814م، حرص محمد على باشا أن يكون هذا القصر على غاية الفخامة والأبهة، يشمل العديد من القاعات الكبيرة أشهرها قاعة الاستقبال وقاعة الساعات التى تعتبر أجمل ما فى القصر، وقد زين القصر بأرقى فنون الزخرفة العثمانية سواء بالخشب أو بألواح الجص.
يتكون التخطيط المعمارى لقصر الجوهرة من عدة كتل رئيسة تتكون من طبقتين تبدأ بالمدخل الرئيسى الذى تقع أمامه مظلّة محمولة على أعمدة رخامية، وعلى يسار هذا المدخل أبنيةٌ كثيرة تعلوها أبنيةٌ أخرى تسودها البساطة وتتّصل بديوان الكتخدا أو سراى العدل التى أنشأها محمد على باشا، وبنهاية المدخل بالناحية الشمالية الشرقية حجرةٌ مستطيلةٌ لها سلّم مزدوج يوصل إلى الميدان، وكان هذا الجناح مخصصا لموظّفى القصر أو من كانوا يعرفون باسم "ديوان الخاصة"، كما يؤدى ممر الدخول أيضا إلى مبان خصصت لنوبة الحراسة وأسوار الساحة الجنوبية للقلعة وإلى الفناء الرئيسى الذى تطل عليه وحدات ديوان القصر.
أما الوحدات التى خصصت للسكن فتتكون من جناح الاستقبال الرئيسى وكان مخصصا لاستقبالات محمد على باشا، والإيوان الملحق به وقاعتين فرعيتين، بالإضافة إلى قاعة عرض الفرمانات أو العرش، وهى أكبر حجرة بالقصر وتشرف على ميدان القلعة حاليا، وكان يرى منها القاهرة وأهرامات الجيزة فى أروع منظر.
أما الطّبقة الثّانية فتعلو جناح الاستقبال، ونلاحظ أن وحداته تلتف حول الفناء الرئيسى وتؤدى إلى سراى الضيافة، وقد استخدم فى زخرفة جدران وأسقف هذا القصر نقوش وزخارف مذهبة، قوامها أشكال نباتية وزهريات ورسوم ستائر نفذت على طراز عرف باسم "طراز الباروك والروكوكو" الذّى يتميز بالوحدات الزخرفية المتكررة والمناظر الطبيعية، كما امتاز هذا القصر بأنه كان يحتوى على رسوم وحدات الأسطول، وبهذا القصر استقبل محمد على باشا كبار الزائرين من الأجانب واستمر مقرا للاستقبالات الرسمية حتى عصر الخديوى إسماعيل باشا.