رصد "انفراد" مخطوطة نادرة داخل أروقة معرض الشارقة الدولى للكتاب، بدروته الـ40، وهى الكتاب الأصلى لـ "رباعيات الخيام"، وهو نوع من الشعر مشهور في الشعر الفارسي وقد عرف به عمر الخيام، "1048 – 1131" وهو شاعر فارسي، وعالم في الفَلك والرياضيات، وعمر الخيام عالم وفيلسوف عمل فى الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ، ويعد أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط وهو صاحب الرباعيات المشهورة.
ولعلها كُتِبَت في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي/ 865 هـ ويأتي العنوان من صيغة الجمع للكلمة العربية رباعية، والتي تشير إلى قالب وقد اشتهرت الرباعيات فى عالمنا العربي بعدما ترجم الشاعر أحمد رامى عددا منها تغنت بها كوكب تاشرق أم كلثوم، واشتهرت الربعيات فى الغرب على أساس أنها تحمل حكمة الشرق.
ويشكك البعض فى نسبة الرباعيات إلى عمر الخيام: على هذا الأساس فالرباعيات التي تنسب للخيام وفيها الشكوى والتألم من الفقر والمعاناة من الحرمان هي ليست له قطعاً. ويبقى أن نضيف هنا أن القناعة التي تظهر في بعض رباعياته الصحيحة هي موضوع آخر، لا علاقة له بالفقر
وبحسب كتاب "الآراء الفلسفية عند أبى العلاء المعرى وعمر الخيام"، فإن عمر الخيام كان فى الأساس فلكيا وفيلسوفا فى العالم القديم، ولم يذكر كشاعر إلا لماما، وما ورد عنه من الشعر فى المراجع التاريخية لا يزيد على أبيات من الشعر العربى وعدد من الرباعيات يتجاوز العشر بقليل، وأما الغالبية من الرباعيات فكان ظهورها وكتابتها فى مخطوطات بعد وفاته بقرون، وأكد النقاد أن الروح العامة فى هذه الرباعيات التى نسبت إلى الخيام تختلف تماما عما عرف عنه وذكره الشهود العيان وحفلت به كتب المؤرخين.
ولفت الكتاب، إلى أن فى العصور الحديثة كان منشأ شهرة "الخيام" هو الرباعيات التى لا يعرف على وجه التحقيق عددا وما هو ثابت النسبة منها له، ويبدو أن "الخيام" لم تجمع رباعياته فى حياته، ولم يستطيع أن يظهرها للناس إلا لخاصة أصدقائه من الذاهبين مذهبه فى التفكير وذلك بسبب ظروف الحياة آنذاك، وجعل عدد الرباعيات يزداد حتى وصل فى أحد الأراء إلى 1200 رباعية تغص بأفكار فلسفة لأشخاص متفاوتة، وقد نسبت إلى الخيام نسبة عمياء.