قال الروائى واسينى الأعرج، إن اسمه حقيقى "واسينى الأعرج" وليس اسمًا مستعارًا يكتب به، فقد اختارت له والدته أن يحمل هذا الاسم تيمنًا برجل صالح اسمه "سيدى محمد الواسينى"، مبينًا أن الأسماء نفسها تحتاج لكتاب، ليدخل في تفاصيل أعماله وعوالم الرواية، التي هي عبارة عن رحلة، وسلسلة من الدخول في النفس البشرية بإخفاقاتها وتوهجها، ومن خلال هذه الرحلة تولد روايات عظيمة أو متوسطة وفق كلام واسينى الأعرج.
جاء ذلك خلال فعاليات الدورة الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تتواصل حتى 13 نوفمبر الجاري، بجلسة جمعت الكاتبين الجزائريين المقيمين في فرنسا، ياسمينة خضرا، وواسيني الأعرج، في ندوة أدبية واحدة، حملت عنوان "الرواية وما حولها"، وأدارها الإعلامي الإماراتي محمد ماجد السويدى.
وأوضح واسينى الأعرج، الرواية قد تكلفك ذاتك، ويجب أن تضع في حسبانك هذه المخاطر، كما أنها فن النزول إلى الخطاب اليومي بكل رحابته، وهي مربوطة عندي بالسعادة، وعلى الكاتب أن يضع في ذهنه هذا الأمر، فمن الضروري أن يكون السرد مبهجاً".
وخصص واسيني الأعرج جزءاً كبيراً من حديثه حول تجربة كتابته لرواية ترصد حياة الأديبة اللبنانية مي زيادة، وكيف تتبع خطاها في مصر ولبنان وفلسطين، وزار مستشفى الأمراض العقلية الذي حجزت فيه، حيث كانت بدايته مع هذه الرحلة من خلال عبارة بسيطة كتبتها مي، مفادها "أتمنى أن أجد من ينصفني"، وقد كانت تلك بداية ميلاد عمل "مي: ليالي إيزيس كوبيا"، والتي يراها إنسانة ظلمت من قبل المجتمع ومحيطها الأدبي، بما فيهم رموز الثقافة في عصرها كطه حسين والعقاد، ما جعلها تعيش حالة من الكآبة فتركن للعزلة، إضافة إلى تآمر ابن عمها جوزيف عليها طمعاً في مالها.
وكشف واسيني العلاقة الوهمية الذي يتحدث عنها الناس بينها وبين جبران خليل جبران، حيث تبين له من خلال الغوص في المراسلات أنها كانت علاقة صداقة وإعجاب شديدين بينهما ولم تكن حباً، مشيداً بالموقف النبيل للكاتب أمين الريحاني في مساندتها، حيث ناضل سنوات إلى جانبها، وكتب كتابه "قصتي مع مي".