قالت الشاعر والروائى الأردنى جلال برجس، الذى فازت روايته "دفاتر الوراق" بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، لعام 2021، إن النقد يمر بمرحلة سكون وصمت كبيرين، ويحتاج أن يتجاوز مرحلة النقد العاطفى إلى نقد أدبى مدروس، ومع ذلك فإن حالة الانفجار الروائى التى يمر بها الوطن العربى هى حالة إيجابية، ولا بد أن تفرز الغث من السمين.
وأشار جلال برجس، إلى أن الأدب العربى يمر بمرحلة نقدية الأولوية فيها لمنتج النص، وعلى النقد أن يواكب عملية إنتاج النص لتقويمه، كى نصل إلى مرحلة نقدية قادرة على إحداث التغيير. وقال: "لا أنصح القارئ العادى بقراءة النقد الأكاديمى، بل المطلوب منه أن يعمل ذائقته فى اختيار الأعمال كى لا يتيه فى عوالم النقاد الخفية.
جاء ذلك خلال جلسة استضافتها فعاليات الدورة الأربعين من معرض الشارقة الدولى للكتاب، بعنوان "تنظير معاصر" كلاً من جلال برجس، الشاعر والروائى الأردنى، الدكتورة مريم الهاشمى، أستاذة الأدب والنقد واللغة العربية والدراسات الإماراتية فى كليات التقنية العليا.
وأوضح جلال برجس، أن النقد حاضر فى المغرب العربى والرواية حاضرة فى المشرق العربى، وأكد أن التيار الروائى فى حالة صعود لأنه متحرر من القيود النقدية، ومفتوح على مصراعيه، ومن هنا كان أبرز الروائيين ينتمون إلى جيل ما بعد الحداثة.
من جهتها، أكدت الدكتورة مريم الهاشمى أن تناول موضوع النقد فى أروقة المحافل الثقافية كمعرض الشارقة الدولى للكتاب أمر يدعو إلى التفاؤل بالوصول إلى حالة نقدية متقدمة وأكثر تأثيراً، وأشارت بالمقابل إلى أن مفهوم النقد ما زال مفهوماً ضبابياً فى المجتمعات الثقافية، ولا يمكن أن يتم طرح أى عملية نقدية على الساحة من غير تنظير؛ فهو الأساس فى العملية النقدية، ثم يأتى التطبيق والممارسة، التى يجب أن تكون ممارسة منتجة غير مكررة.
وقالت الدكتور مريم الهاشمى، أن الإشكال يكمن فى الممارسات النقدية لا فى التنظير نفسه، فتطبيق الممارسات النقدية الغربية على الأعمال الأدبية العربية المولودة من رحم ثقافة وتراث وفكر وحضارة مختلفة عن نظيرتها فى الغرب هو خطأ فى المنهج النقدى، لأن الأدب يختلف بين هنا وهناك.
وأشارت الدكتور مريم الهاشمى، إلى أن الرواية متربعة على عرش جميع الأصناف الأدبية بلا منازع، لأن الرواية تحتوى جميع الأصناف الأدبية، وقالت: على الناقد أن يكون موسوعياً أكثر من الأديب نفسه، ليستطيع أن يمارس العملية النقدية بموضوعية، منوهة إلى أن صناعة الكتاب صناعة نخبوية، وعليه فإن نقده ينبغى أن يكون نخبوياً كذلك، بحيث يقع على عاتق النخبة من المتخصصين.