أكدت الأديبة ميسون بنت صقر القاسمى، خلال حديثها عن محطات من حياتها، أن الكاتب هو ابن كتاباته وابن القراءات، ولا يمكن له أن يتوقف عن الكتابة، أو أن يبتعد عنها، كما أن الكتابة هى حياة الكاتب التى تجرى فى شرايينه، فالخواطر التى تراود الكاتب لا بد وأن يترجمها إلى كلمات، ولا يمكن أن تبقى الكلمات حبيسة وجدان الكاتب أو فكره دون أن يكون لها مكانها على الورق.
جاء ذلك خلال جلسة "صوت من زمن التأسيس"، أدارها الأديب والكاتب سلطان العميمى، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وشهدت حضور مجموعة من المثقفين الإماراتيين والعرب.
وقال سلطان العميمى، إن الحديث مع قامة أدبية بوزن ميسون القاسمى حديث يحمِّل الشخص مسؤولية أن لا يدع جزئية من جزئيات هذه التجربة الإبداعية الرائدة إلا ويسلط الضوء عليها، وذلك لما يكتنفها من أهمية فى توثيق الحركة الإبداعية الإماراتية، لا سيما ونحن نتحدث عن شخصية عاصرت زمن الأوائل وأدركت شخصيات محلية ودولية لها بصمتها فى النسيج المعرفى والأدبى العربى بشكل عام، والإماراتى بالتحديد".
وعن بداياتها المعرفية والأدبية، قالت ميسون القاسمى، تكونت بنيتى المعرفية الأولى فى بيئة والدى الذى كان شاعراً ومهتماً بالأدب، حيث لم توضع أمامى أى عوائق لاكتساب المعرفة من مصادرها، وكانت مكتبة والدى مصدراً غنياً أدخلنى عالم الأدب، واستفدت من أجواء الحرية فى اختيار تفضيلاتى التى أرغب بقراءتها، لتكوين مكتبتى الخاصة.
وأشارت ميسون القاسمى، إلى أن يومياتهم العائلية فى منزل والدها كانت حافلة بالنشاطات الثقافية والفنية، كما أن هذا الوسط العائلى كون شخصيتها المستقلة فى عالم الكتابة، ومنحها فرصة لم تمنح للكثير قبل عقود ماضية.
وحول العطاء الثقافى على الصعيد المؤسساتى الذى عملت فيه، أوضحت ميسون القاسمى أن بدايات عملها المؤسساتى الحقيقية كانت فى المجمع الثقافى فى بداية الثمانينيات، أما النقلة النوعية فى حياتها المهنية الثقافية فهى فترة عملها فى مؤسسة الثقافة والفنون، حيث تعرفت خلالها على قامات عظيمة من رواد الأدب والثقافة من إماراتيين وعرب، أثروا معارفها وآفاقها الثقافية بشكل كبير، مشيرة إلى أنها المرحلة التى وضعتها فى بداية طريق الكتابة، حيث أزالت الحواجز التى كانت بينها وبين القلم.
وأضافت ميسون القاسمى، أرى نفسى فى عملى المؤسساتى وأعتبره أحد عوامل البناء والتطوير، ولا أنظر إلى العمل القيادى على أنه ميزة أو فضيلة بمقدار ما أجد أنه مسؤولية تدفعنى نحو العمل والإنجاز"، مشيرة إلى أنها لم تدخل عالم الثقافة من الخارج، وإنما دخلته من وسط ثقافى ورثته عن أمها وجدتها وبيئتها.
وأكدت ميسون القاسمى، أن ما يميز الإنسان هو التطور وعبور المراحل، وهذا يجعله متبصراً كل يوم بما هو جديد، وهكذا فإن تجربتها العملية فى المجمع الثقافى أثمرت العديد من الأفكار التطويرية للبيئة الثقافية الإماراتية، منها التركيز على المسرح والفنون، وثقافة الطفل، والتشجيع على الترجمة، والاستعانة بالخبراء فى هذه الشئون.
وعن عنصر المكان فى حياتها وأدبها، خاصة مع بروزه فى كتابها الأخير "مقهى ريش" أكدت ميسون القاسمى أن المكان لا يمكن أن ينفصل عن الإنسان، خاصة فى الزمن الأول، حتى الأدب والثقافة والشعر، يعد المكان عنصراً أصيلاً منه، وأكبر دليل أننا نقول عن المقطوعة الشعرية "بيت".