رغم مرور أكثر من 3 سنوات كاملة على حريق المتحف البرازيلى الوطنى فى مدينة ريرو دى جانيرو، الذى تعرض لحريق هائل فى 2 سبتمبر عام 2018، إلا أن أعمال الترميم لم تبدأ سوى أمس الجمعة 12 نوفمبر 2021، وكان يضم واحدة من أكثر مجموعات التاريخ الطبيعى قيمة بأمريكا اللاتينية.
ويعتبر المتحف الوطنى فى ريو دى جانيرو أبرز متاحف التاريخ الطبيعى فى أمريكا اللاتينية، وقد اشتهر خصوصاً بثراء مجموعاته من الحفريات، وكان الحريق الهائل أحدث صدمة فى البرازيل وفى الأوساط العلمية بكل أنحاء العالم.
واندلعت شرارة الحريق من نظام التكييف، وما لبثت ألسنة النار أن انتشرت بسرعة بسبب نقص التجهيزات التى كان يمكن أن تحدّ من استعارها، وتعرضت السلطات البرازيلية لانتقادات اتهمتها بالإهمال وعدم توفيرها الأموال المخصصة لصيانة المواقع الثقافية فى البرازيل.
وكان المتحف يضم المتحف أكثر من 20 مليون قطعة جُمعت على مدار أكثر من مئتى عام، وقد وصفَ رئيس البرازيل ميشال تامر فقدان التراث التاريخى والثقافى بأنهُ "لا يمكن حسابه". لم يُحدد بعد سبب اندلاع الحريق، ولكنه قد يكون متصلا بالنقص المستمر فى التمويل المتاح للمتحف فى العقد السابق. لم يتم الإبلاغ عن أى إصابات.
ونقلت الوكالات العالمية على لسان مدير المتحف ألكسندر كيلنر ومسؤولون فى بلدية المدينة خلال مؤتمر صحفي، أن إعادة بناء القصر الإمبراطورى السابق الذى يعود إلى القرن الـ19 ويقع فى شمال ريو سيبدأ بالواجهة والسقف الذى انهار خلال الحريق.
وأضاف كيلنر: "يمكننا اليوم أن نقدم على الخطوة الأولى لطى صفحة واحدة من أعظم المآسى العلمية والثقافية فى بلدنا".
ومن المتوقع أن تُنجز أعمال الترميم سنة 2026، لكن افتتاح الجزء الخارجى للمتحف المحاط راهناً بهياكل معدنية وسقف موقت سيقام فى 7 سبتمبر/أيلول 2022 فى مناسبة الذكرى المئوية الثانية لإعلان استقلال البرازيل.
وأتى الحريق على نحو 85 من قطع المتحف البالغ عددها 20 مليوناً، وسيولى المتحف اهتماماً خاصاً بترميم القطع التى أمكن إنقاذها من تحت الأنقاض، وتوقع كيلنر التمكّن من استعادة "ما بين 20 ألف و50 ألف قطعة".
ونجح علماء الأحافير والآثار بعد الحريق من إنقاذ القطع المدفونة تحت الأنقاض وأبرزها "لوزيا"، أقدم متحجرة بشرية فى البرازيل والبالغ عمرها 12 ألف عام.