تعد "قصة مدينتين" واحدة من أشهر روايات الأديب الانجليزى ذائع الصيت في العالم تشارلز ديكنز وهي الرواية التاريخية الثانية للكاتب، وتدور أحداثها في لندن، إنجلترا وباريس، فرنسا خلال أحداث الثورة الفرنسية.
الرواية تصوّر محنة الطبقة العاملة الفرنسية تحت القمع الوحشى للأرستقراطية الفرنسية خلال السنوات التي قادت إلى الثورة، والوحشية التي مارسها الثوريون ضد الأرستقراطيين في السنوات الأولى للثورة.
وتعرض الأحداث حياة بعض الأشخاص أشهرهم هو تشارلز دارنى، أحد الأرستقراطيين الفرنسيين، الذي يقع ضحية للثورة العمياء التي لم تميز بين الخير والشر برغم شخصيته الطيبة، وسيدنى كارتون، المحام الانجليزى السكير، الذي يضحى بحياته لأجل حبه لزوجة دارنى، لوسى مانيت.
والرواية هى الأكثر تدريسًا في المدارس الثانوية فى كثير من دول العالم، وقد تم نشر الرواية بشكل أسبوعى على خلاف معظم روايات ديكنز الأخرى التي كانت تنشر بشكل شهرى، وقد نشرت الحلقة الأولى في العدد الأول للنشرة الدورية "على مدار العام" وانتهى تشارلز ديكنز من نشرها في 15 نوفمبر 1859.
وبدأ ديكنز روايته بجمل افتتاحية شهيرة قال فيها:" كان أحسن الأزمان و كان أسوأ الأزمان، كان عصر الحكمة وكان عصر الحماقة، كان عهد الإيمان، وكان عهد الجحود، كان زمن النور، وكان زمن الظلمة، كان ربيع الأمل، وكان شتاء القنوط".
الرواية المنتشرة في العالم كله وصلت إلى رقم خيالى من المبيعات وهو ما يتجاوز 200 مليون نسخة وهي بذلك من الروايات الأكثر مبيعا في التاريخ.
ونظرا لشهرتها الفائقة تم تحويلها إلى كافة أشكال الفنون البصرية فقد تحولت إلى مسرحية عرضت فصولها على مسروح برودواى، كما تحولت إلى أفلام سينمائية ثلاث عرضت في مراحل مختلفة منها فيلمين أميركيين، كما استعارتها السينما الصامتة وقدمتها غير مرة، وتحولت كذلك إلى حلقات مسلسلة في بريطانيا بلد الكاتب ودول أخرى.
وقد تولى ترجمة الرواية إلى العربية عدد من المترجمين في مراحل مختلفه فقد ترجمها إلى العربية منير بعلبكى، ومحمد بدران، وغيث الصباغ وصوفى عبدالله وعباس حافظ في طبعات مختلفة.