تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتب المغربى محمد شكرى صاحب رواية الخبز الحافى التى أثارت جدلاً كبيرًا عند نشرها بالعربية عام 1982 لكن الغريب في أمر هذه الرواية أنها الأولى للكاتب وأنها لم تنشر بالعربية إلا بعد تسع سنوات من صدورها في نسختها الأولى باللغة الإنجليزية حيث ترجمها بول بولز عام 1973، وكذلك فقد ترجمها إلى الفرنسية الأديب الطاهر بنجلون سنة 1981 وقد ترجمت الرواية لاحقا إلى 39 لغة.
ولد محمد شكرى سنة 1935، في آيت شيكر في إقليم الناظور شمال المغرب وعاش طفولة صعبة وقاسية في قريته الواقعة في سلسلة جبال الريف، ثم في مدينة طنجة التي نزح إليها مع أسرته الفقيرة سنة 1942.
وصل شكري مدينة طنجة ولم يكن يتكلم بعد العربية لأن لغته الأم كانت هي اللغة الأمازيغية (تريفيت)، وعمل كصبي مقهى وهو دون العاشرة، ثم عمِلَ حمّالاً، فبائع جرائد وماسح أحذية ثم اشتغل بعد ذلك بائعا للسجائر المهربة، وانتقلت أسرته إلى مدينة تطوان لكن هذا الشاب سرعان ما عاد وحده إلى طنجة، ولم يتعلم شكري القراءة والكتابة إلا وهو ابن العشرين.
وفي سنة 1955 قرر مغادرة العالم السفلي وواقع التسكع والتهريب والسجون الذي كان غارقا فيه ودخل المدرسة في مدينة العرائش ثم تخرج بعد ذلك ليشتغل في سلك التعليم.
في سنة 1966نشرت قصته الأولى العنف على الشاطئ في مجلة الآداب اللبنانية، وبعدها بدأ الكتابة الأدبية بانتظام، وتوالت بعد ذلك كتاباته في الظهور.
عمل محمد شكري في المجال الإذاعي من خلال برامج ثقافية كان يعدها ويقدمها في اذاعة طنجة، وخصوصا في برنامجه الشهير شكري يتحدث، وعاش شكري في طنجة لمدة طويلة ولم يفارقها إلا لفترات زمنية قصيرة، ثم توفي في 15 نوفمبر 2003 بسبب مرض السرطان.
ولم يتزوج محمد شكري طوال حياته ومن أقواله :"لكي أصبح أبا لابن علي أن أتزوج. لقد عزفت عن الزواج لأني أخشى أن أمارس على من ألد نفس التسلط والقهر اللذين مورسا عليّ. لهذا أنا أخشى أن يكون لي مولود.. فأنا لا أثق في نفسي".