صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، عن سلسلة الإبداع المسرحى مسرحية بعنوان "الفقيه والفيلسوف" للكاتب السيد إبراهيم، والتى تشارك بها الهيئة ضمن إصداراتها بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ53.
جاءت المسرحية فى 137 صفحة من القطع الصغير، وتشمل المسرحية عشرين مشهدا، وتتحدث عن الصراع الذى بدأ ولم ينته بين الفقهاء والفلاسفة وعصر القاضى الفيلسوف ابن رشد كمثال.
ابتداء مـن عنوان النص الفقيه والفيلسوف، بما یشی به مـن ثنائية بين مجالـيـن يـبدوان متناقضين، يرتكـز الأول منهما على المعرفة النقليـة، وعـلى ظاهـر النـص لا تأويلاته الممكنـة، فيما يحتفـى الثانى بطاقة العقل واستدلالاته وكشـوفه القابلة للقياس والبرهان، نظامان معرفیان شكلا بالتقاطـع والتعـارض والصدامـات المتكررة – المساحة الأكثر حضورا وكثافة فى تراثنا الفكري.
وتشيع فى شخصيات النص وسياقاته ومشاهده، ما يمكـن اعتبـاره حـوار الثنائيـات وسـجال المواقـف الحديـة، بين طـرق الثنائيـة المركزية: العقل والنقـل هـذا السجال كان هـو الشـاغل المحـورى للكاتـب "السيد إبراهيـم"، فصـاغ نصـه فى طـواف حـول التصـورات والأفكار والتأويلات، وأقـام بناءه الدرامـى عـبر آليـات الانعكاس ولعبتـه المسرحية، حيث استحضر "ابـن رشـد"، ومشروعه الفلسفى العقلان، وكأنه يضـع مـرآة أمام الزمـن الـراهـن، واستدعى التعارضـات الفكرية القديمة وميراثهـا الشائك، وكأنـه يكتب مشتبكا ومتداخـلا مع القضايا المائلة، هنا والآن.