تمر اليوم الذكرى الـ206 على توقيع معاهدة باريس بعد هزيمة نابليون بونابرت فى معركة واترلو، والمعاهدة التى حطمت أحلام نابليون التوسعية، وأوقفت أطماعه فى بناء إمبراطوريته المترامية الأطراف، حيث وقعت الاتفاقية فى 20 نوفمبر عام 1814.
أنهت معاهدة باريس، التى تم توقيعها فى 30 مايو 1814، الحرب بين فرنسا والتحالف السادس، وهى الحرب التى كانت جزءًا من الحروب النابليونية، بعد الهدنة التى وُقعت فى 23 مايو بين شارل، كونت الأرتواز، والحلفاء.
ووطدت هذه المعاهدة السلام بين فرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والنمسا وبروسيا، وهى التى وضحت فى مارس هدفهم المشترك للحرب فى شومو، والتى وقعت عليها أيضًا دولتا البرتغال والسويد. كما وقعت عليها إسبانيا فى وقت لاحق فى يوليو.
كانت محادثات السلام قد بدأت فى 9 مايو بين تاليران، الذى تفاوض من أجل ملكبوربون لويس الثامن عشر ملك فرنسا، وحلفاء شومو، الذين وافقوا على إجبار فرنسا على الرجوع إلى حدودها لعام 1792 واستعادة استقلال جيرانها بعد هزيمة نابليون بونابرت الأول. لم توقع الأطراف المتحالفة على الوثيقة المشتركة، ولكن بدلاً من ذلك أنهت المعاهدات المنفصلة مع فرنسا مما سمح بإدخال تعديلات محددة.
بالإضافة للتخلى عن أعمال القتال، قدمت المعاهدة مسودة للاتفاق النهائي، الذى كان من المقرر أن ينتهي، وفقًا للمادة 32، فى غضون الشهرين التاليين فى مؤتمر تشارك فيه جميع الأطراف المتحاربة فى حروب نابليون.
وقد أدى هذا الشرط إلى عقد مؤتمر فيينا، بين سبتمبر 1814 ويونيو 1815. وكانت الشروط الأولية المتفق عليها بالفعل فى باريس مناسبة لفرنسا كى لا تقلق من إعادة تنصيب ملك بوربون العائد: تم التأكيد على حدود فرنسا المتفق عليها فى الأول من يونيو 1792، وبالإضافة لذلك، سُمح لها بالاحتفاظ بـساربروكن وسارلويس ولانداو و مقاطعة مونتبيليه وجزء من سفويا مع آنسى وتشامبيرى وأيضًا أفينيون والأرض البابوية المحيطة بأفينيون التى عرفت قديمًا بـكومتات فينيسين (Comtat Venaissin) وحديثًا بـ (بروفنس ألب كوت دازور) كما سمحت لها بالاحتفاظ بالتحف التى حصلت عليها أثناء الحرب، بينما من ناحية أخرى كان عليها أن تتنازل عن عدة مستعمرات.
أعادت المعاهدة تخصيص العديد من الأراضى بين بلدان متعددة. أبرزها، احتفظت فرنسا بجميع أراضيها التى تملكها اعتبارًا من الأول من يناير 1792، كما أنها أعادت العديد من الأراضى المفقودة إلى بريطانيا خلال الحرب. وشمل ذلك جوادلوب، التى تنازلت عنها بريطانيا للسويد عندما انضمت لقوات التحالف، وفى المقابل، حصلت السويد على تعويض يبلغ 24 مليون فرنك وأدت هذه الأموال إلى إنشاء صندوق جوادلوب.
وكانت الاستثناءات الوحيدة لهذه التنازلات هى جزر توباغو وسانت لوسيا وسيشيل وموريشيوس. كما أعادت المعاهدة إلى إسبانيا أرض سان دومنجو التى كانت قد انتقلت إلى فرنسا بموجب معاهدة بازل عام 1804. وقد اعترفت هذه المعاهدة الضمنية بالسيادة الفرنسية على أرض سان دومنجو، التى أعلنتها ديسالين أرض مستقلة باسم هايتي. ولم تعترف فرنسا باستقلال هايتى إلا عام 1838.