تمر اليوم الذكرى الـ46 على رحيل الجنرال فرانكو، إذ رحل فى 20 نوفمبر عام 1975، وهو جنرال شهير قاد أحداث سنة 1936 للإطاحة بالجمهورية الإسبانية الثانية التي أدت إلى الحرب الأهلية الإسبانية، وبعد ذلك حكم إسبانيا بدءا من 1939 إلى 1975، ملقبا نفسه بالكوديو أو الزعيم - رئيس الدولة - حتى وفاته سنة 1975، ورئيس للحكومة سنوات 1938 - 1973.
ويعد الجنرال فرانكو واحد من أشهر الحكام فى أوروبا خلال النصف الأول من القرن العشرين، ووصل بفضل الحرب الأهلية فى البلاد إلى منصب الحاكم.
وفي أثناء ذلك، لعبت كل من ألمانيا وإيطاليا دوراً مهماً في تسهيل بلوغ فرانكو للسلطة، فخلال الحرب الأهلية الإسبانية، دعم كل من بينيتو موسوليني بشتى الطرق، وبينما تلقت الجبهة الجمهورية دعمًا سوفييتيًا، ساند الألمان والإيطاليون الجبهة القومية، بقيادة فرانكو، حيث وافقت ألمانيا على إرسال جيش الكوندور (Condor Legion)، المتكون حينها ما يزيد على 7 آلاف عسكري، إلى إسبانيا، كذلك عمدت إيطاليا، عقب أوامر من الدوتشي، إلى دعم قوميي فرانكو بفيلق كامل بلغ قوامه 45 ألف جندي ساهم بشكل مباشر في حسم العديد من المعارك.
وفي مطلع الحرب العالمية الثانية، تفاجأ الجميع من موقفه، فعلى الرغم من تلقيه دعما ألمانيا وإيطاليا هائلا خلال الحرب الأهلية، فضل فرانكو الحفاظ على موقف الحياد، وبينما اتجهت دول المحور للضغط على إسبانيا من أجل تخفيض سلم شروطها ودخول الحرب إلى جانبهم، وتخوف الحلفاء من تدخل إسباني محتمل قد يؤدي إلى خسارتهم لمنطقة جبل طارق، التي حصل عليها البريطانيون بشكل رسمي منذ عام 1713 عقب معاهدة أوترخت (Peace of Utrecht).
وأثناء الحرب العالمية الثانية التى كانت جميع دول أوروبا تنشط فيها، بقى الموقف الرسمى والظاهر للجميع للجنرال فرانكو أنه على الحياد، إلا أنه بقى منبوذا من أوروبا بعد انتهاء الحرب، حيث أغلقت فرنسا حدودها مع إسبانيا، ورفضت إسبانيا دخول الأمم المتحدة، وبدأت عزلة النظام تضعف البلاد حتى حصل على مساعدات اقتصادية من الولايات المتحدة فى خمسينيات القرن الماضى.
ويوضح كتاب "انبعاث الإسلام فى الأندلس" للكاتب الدكتور على المنتصر الكتاتنى إلى أن سبب العزلة جاء من دعم فرانكو لألمانيا وإيطاليا فرغم أنه أعلن حياد بلاده، إلا أنه احتل طنجة.
كما يشير الكاتب فتحى العاشرى فى كتابه جرنيكا" إلى أنه رغم الحياد الظاهر لفرانكو لكن بفضل تحريض توطأ معه كما أنه كان متحالفا مع ألمانيا، وسمح له بالهجوم على فرية جرنيكا وضربها بالطائرات والقنابل، وأراد حينها أن يجرب تأثيرها على الإنسان والأشياء والمبانى استعدادا للحرب العالمية التى كان يخطط لها بهدف الاستيلاء على العالم أجمع.