يعتبر الفنان التشكيلى عبدالوهاب مرسى الذى رحل مؤخرًا عن دنيانا واحدًا من أبرز فناني السبعينيات وما بعدها بأسلوبه المتفرد الذي لم يتنازل عن أصالته في أي مرحلة من مراحل ابداعه المتواصل.
ولد عبد الوهاب مرسى في فاقوس، بالشرقية عام 1931، وبدأ حياته الفنية عام 1956 في أوج التوهج الثقافى الذي عاشته مصر عبد الناصر في ذلك الحين والذى انعكس على الفنون والسينما.
تخرج عبد الوهاب مرسي في كلية الفنون الجميلة عام 1957، وقد أنشأ مرسمه في قصر المسافرخانة التاريخي في حي الحسين، وظل طوال ثمانية عشر عاماً يعمل موظفا في مركز تسجيل الآثار بين عامى 1958 و1976 حيث كان يعيد صياغة الصور الفوتوغرافية للفن المصري القديم ثم يحقق خطوطها ورموزها وتشكيلاتها علي الطبيعة في أرض الواقع، بين أعمدة المعابد وجدران المقابر.
قال عنه مكرم حنين: "كان الفنان عبد الوهاب مرسي من أوائل الفنانين المصورين الذين ادخلوا الخامات المختلفة على سطح اللوحة ، واهتم باحداث الملابس السطحية المختلفة وقد تأثر به عدد من الفنانين بعد ذلك وقد كانت هذه التجربة جديدة تماما على واقع التصوير بشكل عام منذ الرعيل الأول ثم فتح باب التداخل بين الزخارف المختلفة الفرعونية النوبية كعنصر مؤثر في التكوين".
وقال عنه حسين بيكار: "كان لمعايشته للتراث الفرعوني لفترة طويلة أثناء اشتغاله بمصلحة الآثار أثر بالغ العمق في وجدانه ، إذ تحولت العناصر الفرعونية التي انغرست في أعماقه إلى بذور لم تلبث أن وجدت التربة الصالحة لكي تنبت وتتفرع وتخرج منها هذه الابداعات ذات العبق المصري العتيق ، التي تركت وراء ظهرها مكانها وزمانها لكي تعيش في الحاضر ، وتتكلم بلغة العصر ، وتخاطب وجدان العصر".
حاز الفنان عبد الوهاب مرسى عددا من الجوائز منها الجائزة الثالثة ببينالى الاسكندرية عام 1970، والجائزة الثانية للبينالى الدولى الثالث ببرشلونة عام 1971.
كما شارك بالعديد من المعارض الدولية منها معرض الفن المصرى المعاصر بأسبانيا عام 1994 ، معرض الفن المصرى المعاصر بفرنسا عام 1999 ، ومعرض الفن المصرى المعاصر بتونس عام 2000.
إحدى لوحات الفنان عبد الوهاب مرسى
