فى نوفمبر 1783 امتلأت حديقة Chateau de la Muette بالباريسيين المنتظرين الذين ينظرون إلى السماء، لقد كانوا ينتظرون مشاهدة أول شخصين يقومان برحلة مجانية وغير مقيدة في الهواء الطلق بواسطة منطاد.
بعد هبوب رياح كادت أن تخرج العملية بأكملها عن مسارها ، وساعدت بعض الخياطات المتطوعات في إصلاح منطاد الهواء الساخن الذي يبلغ ارتفاعه 75 قدمًا، وأخيرًا دخل اثنان من الفرنسيين في سلالهم المصنوعة من الخيزران وانطلقوا.
وتعد تلك أول رحلة منطاد بشرية هذه أكثر من مجرد معلم في تاريخ الطيران،بالنسبة لحشود الجماهير الفرنسية المتجمعة التي تنظر من الأسفل ، كان ما يحدث ثورة في حد ذاتها...كيف ابتكر ابنا صانع الورق أول جهاز طيران ناجح في التاريخ؟ وكيف أصبح البالون يرمز إلى الثورة الفرنسية؟
القصة التى بدأت في 27 أغسطس 1783 تعود جذورها إلى قيام الفيزيائي جاك شارلز بمساعدة الأخوان روبرت، وهما ابنان لصانع ورق بإطلاق أول منطاد بغاز مليء بالهيدروجين بباريس وحلق هذا المنطاد غير المأهول لمسافة 25 كيلومتر.
وأول من ركب المنطاد الحراري مجموعة من الحيوانات من بينها ديك وبطة وخروف فقد تم إطلاق أول منطاد حراري ليطير فوق قصر لويس السادس عشر وماري أنطوانيت، والمحكمة الفرنسية في فرساي، وتم اختيار هذه التشكيلة الغريبة من الحيوانات لاختبار آثار الرحلة عليها.
وفي عام 1794 تم استخدام منطاد أطلق عليه اسم انتربيرنانت بهدف الاستطلاع، خلال معركة فلوروس التي اندلعت أحداثها بعد بدء الثورة الفرنسية، وقد ساعد المنطاد الشعب الفرنسي الثائر في تحقيق النصر على خصمه في المعركة.