قالت الدكتورة نيفين محمد موسى، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، إن الدولة المصرية تعطى أولوية خاصة لرقمنة التراث بما يتوافق ورؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، جاء ذلك فى الكلمة الافتتاحية التى ألقتها فى بداية فعاليات اليوم الثانى من مؤتمر "الركائز الأساسية وأحجار الزاوية حول الفضاء السيبرانى ورؤى لمستقبل التراث".
وأضافت الدكتورة نيفين موسى، أن مصر صاحبة الذاكرة التراثية العريقة يجب عليها أن تمتلك ذاكرة رقمية تضاهى هذا التراث الضخم والعريق، وقد كان قسم المخطوطات أحد الأقسام الأربعة التى قامت عليها دار الكتب والوثائق القومية فور تأسيسها، وعلى مدار قرن ونصف كانت دار الكتب حافظة للتراث القومى وهى الآن تنهض بعملية التحول الرقمى من خلال تبنى رقمنة التراث المخطوط والمطبوع والمسموع تيسيرًا على طلبة العلم من المترددين عليها.
ومن جانبه أشار الباحث الدكتور مايكل ماركس، إلى شغف المستشرقين الألمان بالتراث الإسلامى والعربى وإلى الدور الذى تقوم به المراكز البحثية الألمانية فى تحقيق ونشر وحفظ وإتاحة المخطوطات القرآنية فى الأكاديمية العلمية فى بافاريا بالشراكة مع باحثين شرقيين ومسلمين، وقد بلغ شغف المستشرقين الألمان بالقرآن حد دراسة المقامات الموسيقية فى تجويد القرآن الكريم.
وأشار الدكتور مايكل ماركس، إلى الوسائل المتبعة فى تحديد عمر المخطوطات القرآنية ومن بينها تحليل الحبر المستخدم فى الكتابة ودراسة المواد المستخدمة فى صناعة المخطوط ونوع الخط وأيضا استخدام الكربون المشع.
وقال مصطفى عبد السميع، مدير عام إدارة المخطوطات والقائم بأعمال رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب، عن نموذجين من المكتبات المهداة إلى دار الكتب المصرية وهما مكتبة الأمير مصطفى فاضل شقيق الخديو إسماعيل الذى درس فى البعثة المصرية فى باريس وقد اشترى الخديو إسماعيل تركته لتكون نواه لدار الكتب المصرية .
وتابع مصطفى عبد السميع، أن المكتبة تضم3458 مخطوطا تضم مجموعات باللغات العربية والتركية والفارسية فى شتى مجالات المعرفة من اللغة والطب والفلك وغيرها، ومن النوادر التى تضمها المكتبة نسخة نادرة من مقامات الحريرى مدون عليها مطالعات بخطوط كبار العلماء من أزمنة مختلفة، مشيرًا إلى أن النموذج الثانى هو المكتبة التيمورية وتعود إلى أحمد باشا تيمور 1871-1930 وكان مفكرًا كبيرًا وكاتبًا وعالمًا لغويًا وقد فهرس بنفسه مكتبته الخاصة بمداد أحمر بخط يده، وتضم مكتبته 18 ألف مجلدًا مطبوعًا تنتمى إلى 38 فنا من العلوم المختلفة.