توفى أمس الشاعر الأمريكى الكبير روبرت بلاى الذى لم يقتصر نتاجه الأدبى على الشعر فقد كان لغويا ومترجما، كما يعتبر من أكثر الشعراء الأمريكيين الذين ظهورا فى الثقافات الأخرى إذ ترجمت أعماله إلى لغات عدة منها العربية.
ولد روبرت بلاى فى ماديسون عام 1926، بولاية مينيسوتا لأبوين من أصول نرويجية، تلقى تعليمه فى كلية القديس أولاف وجامعة هارفارد ثم بجامعة أيوا ثم حصل على منحة فولبرايت للسفر إلى النرويج لترجمة الشعر النرويجى إلى الإنجليزية فاطلع على شعراء عالميين لم يكونوا معروفين فى الولايات المتحدة حينها ما دفعه لتأسيس مجلة لترجمة الشعر العالمى وتقديمه للجمهور الأمريكى.
ويعد بلاى من كبار المدافعين عن قصيدة النثر فى الأدب الأمريكى كشكل أدبى، وقد نشر أكثر من عشرين كتاباً من القصائد والترجمات الشعرية، وكان آخر ديوانين أصدرهما "الليلة التى نادى فيها إبراهيم الكواكب"، و"كان حكمى ألف عام من المتعة"، أما دواوينه التى تحتوى على قصائده النثرية فهى "عظمة الصباح"، و"هذا الجسد مصنوع من الكافور وخشب الجفْر"، و"ما الذى سبق أن فقدته بالموت؟"، "تأملات فى الروح النهمة"، أما أوسع دواوينه انتشارا فهو "جون الحديدى.. كتاب عن الرجال".
تأثر روبرت بلاي بالشعر الأوروبي وشعر أمريكا اللاتينية ، ما كان له تأثير كبير على شعره ، كما تأثر بالقصص الشعبية والخرافية والروحية من محتلف ثقافات العالم، وقد كان لاندلاع حرب فيتنام أثر كبير عليه أيضاً، حيث تحول من شخص لا يريد كما يقول فى إحدى قصائده سوى الجلوس فى غرفته وعدم المشاركة بشىء، إلى ناشط سياسى يشارك فى التظاهرات والقراءات الشعرية المناهضة للحرب.